Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

بعد أن وضعت «معمعة» القبول في الجامعات أوزارها

A A
كتب الأخ الحبيب البروفيسور سالم أحمد سحاب في هذه الصحيفة الغراء مقالة واقعية مهمة، عما سماه «الدربكة السنوية» غير الطبيعية التي تصيب كل الأسر السعودية في موسم القبول بالجامعات السعودية ، وهذه «الدربكة» تزداد كل عام لأن الجامعات مستمرة في اعتماد الحلول نفسها للمشكلات المزمنة نفسها كما أكد، وأزيد عليه بالقول: إن هذه الحلول نفسها يزداد تعثرها مع مرور الأعوام لأن الأعداد تزداد باطراد كل عام، ولا يواكبها توسع في المقاعد المتاحة في الجامعات، فيزداد الضغط، وتستفحل «الدربكة» ومن عجب أن كل أسرة سعودية تحرص على تسجيل أبنائها وبناتها في الجامعات بأي وسيلة ممكنة رغم أن أعدادًا قليلة منهم فقط يحظون بوظيفة بعد تخرجهم، حتى بلغ عدد المواطنين العاطلين من حملة الشهادات الجامعية 500 ألف مواطن ومواطنة كما ذكر د.سالم وأرجعه إلى تقارير رسمية وأزعم أن أرقام العاطلين والعاطلات يزداد كل عام، مع ازدياد الخريجين والخريجات الذين تفرزهم الجامعات دون خطط مدروسة ومواكبة لاحتياجات سوق العمل، ورغم هذا كله، لا تتغير عقلية أرباب الأسر وإصرارهم على تسجيل أبنائهم وبناتهم في الجامعات، ولا يمكن لرب أسرة ما مثلاً أن يتقبل فكرة أن يُقْبَل ابن أحد أقربائه أو جيرانه في الجامعة وولده لم يُقْبَل، حتى لو قيل له ألف مرة أن نسبة ابنه الموزونة أقل من النسبة التي وقفت عندها الجامعة بكثير أو قليل. ويعاني أساتذة الجامعات خصوصًا الأمرين من إصرار أقربائهم ومعارفهم العجيب عليهم أن يشفعوا لأبنائهم وبناتهم في القبول، مع علمهم بأن هؤلاء الأساتذة لا يملكون من الأمر شيئًا، بل إن أبناءهم لم تعد لهم ميزة عن سواهم سوى دخولهم للجامعة في السنة التحضيرية فقط، أما في التخصص فتطبق عليهم المعايير ذاتها التي تطبق على كل الطلاب والطالبات.

وبعد أن وضعت «معمعة» القبول أوزارها، وقُبِلَ من قُبِلْ ورجع الكثير من المتقدمين بخفي حنين، أود أن أطرح بعض الأفكار التي قد تحقق رغبات الأغلبية الساحقة من المتقدمين في القبول، أولها وأهمها إجراء داخلي تتبعه بعض الجامعات منذ سنوات قليلة، هو إعطاء الأولوية في القبول لسكان المدينة التي تقع فيها الجامعة، مع إمكانية قبول سكان المدن الأخرى بنسب أعلى، ويحتكم في ذلك إلى مكان صدور الشهادة الثانوية،وليس في إجراء كهذا أي اعتبارات مناطقية تمس الوحدة الوطنية لا سمح الله، ولكنه إجراء يضمن توزيع الخريجين بشكل عادل على الجامعات الحكومية الخمس والعشرين أو يزيد، التي تستنزف المليارات من ميزانية الدولة، والتي عني لها أن تخدم أبناء كل منطقة وتوفر لهم التعليم الجامعي الراقي في كل التخصصات، وتغنيهم عن الانتقال إلى مدن أخرى وتَحَمُل أعباء السكن والمعيشة والانتقال. وليس منطقيًا أبدًا أن يُصر خِريجو بعض المناطق على الالتحاق بجامعات معينة في مناطق أخرى رغم وجود فرص في الجامعات في مناطقهم، ولو طبق إجراء كهذا بدقة وعدم تهاون فإن كل متقدم للدراسة الجامعية سيجد مقعدًا له دون أدنى شك، ناهيك عن وجود كليات مستقلة بالعشرات وجامعات وكليات أهلية أصبحت في كل مكان ومن المهم أن نبين أن بعض الجامعات التي تُطَبِق هذا الإجراء ومنها جامعتنا جامعة المؤسس بجدة، تتيح الفرصة لخريجي الثانوية من المناطق الأخرى للالتحاق بالجامعة مع تطبيق النسبة الموزونة المطلوبة من خريجي جدة إن كانت لديهم ظروف اجتماعية مقنعة لانتقالهم لجدة.

وأمر آخر مهم للغاية هو إعادة فتح القبول في الانتساب والتعليم عن بعد الذي أُغلق هذا العام لأسباب غير مفهومة، بل إن إغلاقه يدع الحليم حيران في ظل التكدس الهائل للطلاب المتقدمين للدراسة في الانتظام، وفي ظل سعي وزارة التعليم لإلزام الجامعات بتغطية جزء مهم من ميزانياتها عن طريق التمويل الذاتي،وكانت موارد الانتساب رغم ضآلتها تمثل موردًا مهمًا للجامعات يسد الكثير من الثغرات المالية لديها في مجالات كثيرة.

تلك بعض الحلول للتعامل مع مشكلة القبول في الجامعات «الأزلية» وللحديث بقية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store