Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

القتل الرخيص !!

A A
· في حلقة سجلها الإعلامي داود الشريان مع أحد مرضى التطرف قبل سنوات، سأل الشريان ضيفه: لو وجدت فرصة لقتلي الآن، هل ستفعل؟! فأجاب بلا تردد: نعم!. ولكنك لا تملك شيئاً تقتلني به، قال داود .. فرد المتطرف: لا مشكلة سأخنقك بيدى حتى الموت!!.

· لا يعدم الإرهابي الكاره للحياة الوسيلة لإشباع رغبته الجامحة نحو القتل وإراقة الدم الذي يراه تقرباً لله.. والخطير أنه لم يعد بحاجة إلى أدوات مكلفة وصعبة النقل لكي ينفِّس عن أمراضه واعتلالاته، فبعد أن ضيّق العالم كله الخناق على (الإرهاب الكلاسيكي) وأدواته القديمة، جاءت موضة القتل (الرخيص) من خلال الدهس بالسيارات والشاحنات الكبيرة، خصوصاً أنه يؤدي نفس الأغراض الإرهابية بتحقيق القتل الجماعي، وإدخال الرعب في قلوب الآمنين.

· القتل.. أياً كان نوعه، ووسيلته، هو عملية (رخيصة) بلا شك، لكن القتل بهذا الشكل العشوائي والجنوني، في الميادين العامة هو عملية أكثر رخصاً وبشاعة من كل الأنواع الأخرى.. لذا تحرّض التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة أتباعهما -ومنذ سنوات - على ممارسة (القتل الرخيص) في أي دولة أوروبية دون انتظار تعليمات القيادة.. ففي رسالة صوتية تم بثها عبر الإنترنت في العام 2014 ،حثّت داعش أتباعها على استخدام أي سلاح متاح أمامهم. وجاء في الرسالة « ابذل جهدك لقتل أي أمريكي أو فرنسي، أو أي من حلفائهم، فإن عجزت عن العبوة الناسفة أو الرصاصة، فارضخ له بحجر، أو انحره بسكين، أو اقذفه من شاهق، أو ادعسه بسيارة».!!

· يتزايد القتل دهساً في أوروبا هذه الأيام مع تزايد هزائم داعش في العراق وسوريا وفقدانه السيطرة هناك، ويحاول التنظيم المندحر فك اختناقاته من خلال تكثيف هجمات (القتل الرخيص) في ساحات أوروبا عبر ذئابه ومقاتليه الأجانب الذين قرروا العودة ، وستكون القارة العجوزفي مرمى نيران داعش كهدف أول للتنظيم المهزوم، انتقاماً من مشاركة جيوشها فى التحالف الدولي.

· فيروس الإرهاب لا يموت، لكنه يتحول من شكل إلى شكل وهنا مكمن خطورته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store