Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

فتوى الشيخ المطلق وتنظيم الأعمال الخيرية

A A
تداول الكثيرون عبر الوتساب مقطعاً للشيخ المطلق يطالب فيه بإعادة النظر في الأضاحي التي يصرف عليها الآن مبالغ طائلة مع العلم أن الناس في رغد من العيش بل في زيادة من أكل اللحوم التي يطالب الأطباء بالتقليل منها حفاظاً على صحة الإنسان التي كثرت هذه الأيام فيها أمراض السمنة والسكر والكولسترول والضغط والسبب الإفراط في الغذاء والتغذية. وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم في كل قول وفي قوله: «ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه ) . ونحن المسلمين لو أحسنَّا قراءة النصوص الدينية من الكتاب والسنة وأحسنَّا تفسيرها لأوجدنا منهجاً ودستور حياة سياسياً اجتماعياً صحياً تعليمياً عمرانياً ... الخ ولوتقيَّدنا بذلك لما تقدمتنا وسبقتنا أمة ولا شعب لا بعلم ولا بأخلاق ولا بتقنية ولم يسبقنا أحد البتة .

نعود إلى موضوعنا فتوى الشيخ المطلق التي صدرت منه هي خاصة في أمر سنة وليست واجباً ألا وهي الأضحية حيث أفتى بأن نصرف قيمها في أعمال خيرية ،البلاد والعباد في أمس الحاجة لها ..وقد أحسن من أفتى بجواز التوكيل في ذبحها وتوزيع لحومها في البلاد الإسلامية التي تعاني من الفقر والمجاعة ،وهذا حل لتفادي التبذير والإسراف الذي نحن عليه الآن .

وفي الواقع فتوى الشيخ المطلق أطلقها بموجب فقه المقاصد وحقيقة تفكير سليم في زمن نحن أحوج فيه إلى التفكير بما فيه مصلحة الأمة والحفاظ على مدخراتها مع عدم الإخلال فيما أوجبه الله تعالى ،وما أوجبه الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولايمكن فيه التغيير والتبديل هو جزءٌ يسير من أمور المسلمين ،وبعلم الله المسبق هذا الجزء اليسير لو تم فيه التغيير لهلكت الأمة ،بينما تُركت بقية أمورها لما يراه علماء ومفكرو كل عصر بما يتناسب مع مصلحة الأمة ،ولهذا كانت تلك الأمور المتروكة للعلماء والمفكرين من السُّنة ،والسنة الاختيارية لاغبار ولا ذنب في عدم القيام بها أو تبديل الصرف بما يتناسب مع حال الأمة. الموضوع طويل وشائك وما أريد قوله أن الفتوى جميلة ولكن من يضمن لنا أن المسلمين أو أكثرهم يستمع لهذا القول ،وإذا ما استمع له ألا يكون ذريعة للبعض بتركها وترك البديل الذي يُصرف عليه ومن يضمن لنا تجميع الأموال ويقوم على صرفها بما قصده الشيخ، وقد يأتي يوم وتترك الأضاحي إلا من نفر قليل ولا تصرف قيمها على الأعمال الخيرية .لهذا نحن بين أمرين، الأول كما ذكرت التوكيل بذبحها وتوزيع لحومها في بلاد المسلمين الفقيرة، الثاني ألا وهو مطلب مهم جداً في وقتنا الحالي لكل الاعمال الخيرية ألا وهو إنشاء هيئة تنظم تجميع وصرف أموال الأعمال الخيرية ومنها السُّنن المنصوص عليها كالأضاحي أو غيرها ويمكن تقديم نصائح للمتبرعين بما هو أفضل لان هناك عشوائية في الصرف عليها ،ومنها ما ذكرت في مقالات سابقة عشوائية بناء المساجد التي أدت الى فقد دورها وبعضها أصبح لا لزوم له مثل بناء المساجد المتقاربة ،والأمة في حاجة لسد احتياجاتها في أمور أخرى مهمة .

الأمر يحتاج الى دراسة موسعة موثقة والتفكير بما يخدم مصلحة الأمة الإسلامية ككل .

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store