Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

العيد العربي المخنوووق

A A
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم العربي والإسلامي بعيد الأضحى المُبارك متمثلاً في التجمعات الأسرية تُعاني بعض الشعوب من التشتت في واحدة من أبشع صور اللاإنسانية التي مُني بها شرقنا العربي المتنامي عُنفاً والخالي من كل أبجديات ما دعت إليه الأديان السماوية التي اتفقت جميعها على حُرمة الإنسان بعيداً عن عِرقه أو جنسه، ولكن الواقع العربي المُخزي ضرب بكل هذه التوجيهات عرض الحائط، ومارس العديد من قادته ألواناً من التفنن في تعذيب الشعوب ومصادرة الحقوق، بل ووصل البعض منهم إلى إهدار كرامتها وهتك عِرضها.

لقد كانت مُخرجات ثورة الربيع العربي خريفاً تساقطت أوراقه حتى تعرَّت الشعوب وتكشفت عوراتها وهُجرِّت من أوطانها بعد أن فقدت الأمان، وأضحت لقمة العيش مغموسة بالذل والهوان، وأصبح الخوف على النَّفْس هو القاسم المُشترك بين مكونات الشعب الذي عجز عن معرفة مَنْ يقوده، نتيجة اختلافهم في الفكر ونمط التعاطي مع القضايا الساخنة على المشهد السياسي إلاَّ أنهم يتفقون في العنف لمعالجة هذه القضايا، مما يعني أن الصراع صراع قيادات على مفاصل اتخاذ القرار والسعي حثيثاً على جمع الثروة لضمان مُستقبل آمن في المنفى لإيمانهم بأن الشعوب لن ترحمهم متى ما عادت الأمور إلى التهدئة ، بعكس ما كانوا ينادون به بأن ما يقومون به خدمة تُنقذ البلاد من براثن التسلط وفرض الديموقراطية التي سقطت بعد أن شاهت الأقنعة عن الوجوه التي تبنتها، وأصبحت في ذاتها مصدراً للتشتيت لا للألفة بين أبناء الشعب الواحد.

إن مشاهدة تشتت الشعوب العربية على شاشات التلفزة وتهجيرها المُنظَّم بهدف الحصول على منصب قيادي أو مكانة اجتماعية على حساب الشعب واكتفاء مؤسسات المجتمع المدني العربية والدولية بتقديم المساعدات الوقتية التي لا تخلو من الغاية المُريبة التي تسعى لها بعض تلك المؤسسات تُمثل «وصمة عار» في التأريخ الحديث، فهل من حل جذري يُعيد هذه الطيور المهاجرة إلى حضن الوطن المُخْتَطَف، ويرد اعتباراً للكرامة العربية المُهدرة جرَّاء سلوكيات أبنائها الذين تجردوا من قيمهم الأصيلة؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store