وقف على صعيد عرفات أكثر من مليوني حاج في مشهد مهيب عظيم يترجم حالة حب تربط ضيوف الرحمن بمشعر عرفات وقصة عشق تربطهم بمكة المكرمة مهبط الوحي ومنبع الرسالات السماوية .
وعكف حجاج بيت الله الحرام في ذلك اليوم يتضرعون الى الله سبحانه وتعالى، وجنسياتهم مختلفة وأعراقهم مختلفة متجردين من كل ما يعلقهم بهذه الدنيا، لا يريدون سوى فضل الله ورحمته في مشهد إيماني وكأن هذا التجمع يرسم لوحة كتب عليها (إنما المؤمنون إخوة) و(لافضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى).
يتذكرون الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما خطب في حجة الوداع خطبته الجامعة والتي تضمنت تلك المبادئ الإنسانية والتي سيقت في كلمات سهلة، فقد أوتى عليه أفضل الصلاة والسلام جوامع الكلم.. «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا ،في شهركم هذا، في بلدكم هذا « ..
معانٍ سامية ومبادئ انطوت عليها خطبة المصطفى.
وكانت أنظار العالم متجهة لهذه البقعة الطاهرة التي تتكحل الأعين بتلك المناظر الإيمانية الجمالية بعيداً كل البعد عن الطائفية والعنصرية وإثارة النعرات والتسييس.
فقط يلبون النداء الرباني : (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك)
هذا النداء في كل عصر وفي كل حين.. نداء أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ،ما جُعل إلا لإقامة ذكر الله ،والمقصود به هو التعبد في تلك الأماكن والمشاعر المقدسة.
فلم يكن الحج لإقامة شعارات زائفة، وهذا الوطن يرفض هذه الشعارات بل إن السعودية ترحب بالعالم..
ولاعزاء للحاقدين والمرتزقة والمأجورين الذين اتخذوا من الافتراءات والأكاذيب أجندة رسمية يستهدفون بها من يعيشون بسلام .
رغماً عنهم يظل هذا الوطن مشرقاً وهذه الجهود التي بذلها السعوديون من كل قطاعات الدولة تظل شاهداً أمام أعين العالم وليس هناك مجال للشك في تلك الخدمات المتميزة التي يقدمها الوطن لضيوف الرحمن.
وسيظل ذلك الوسم الذي أطلقه السعوديون (السعودية ترحب بالعالم) يسطع على مدى العصور والأزمنة.
رسالة:
من الشعر الجميل:
يا راحلين إلى منى
بقيادي
هيجتموا يوم الرحيل
فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا
وحشتى
الشوق أقلقني وصوت الحادي
وحرمتموا جفني المنام
ببعدكم
يا ساكنين المنحنى والوادي
ويلوح لى ما بين زمزم
والصفا
عند المقام سمعت صوت منادي
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
