Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شفاء عامل نظافة من السكّر !!

A A
في شهر رمضان قبل الماضي، وبعد انقضاء الصلاة في مسجد الحيّ الذي أقطن فيه، مال عليّ عاملُ نظافة كان يُصلِّي بجواري، وقال إنه مُصاب بدُوار شديد، فرثيْتُ لحاله خصوصاً أنّه مُسِنّ، وقد ألقته شركتُه في الشارع لكنس النفايات، وأخّرت راتبه، ولم يكن بحوزته للمراجعة الطبية سوى بطاقة تأمين منتهية الصلاحية ومتواضعة المميّزات!.

وقد اصطحبته لمستشفى قريب، وبعد إجراء التحاليل تبيّن انضمامه لنادي مرض السكّر بدرجة نخبوية عالية، ولا أنسى تعابير وجهه المضطربة والطبيب يخبرني بأنّ سكّره قد تجاوز الـ ٤٠٠، وأنّ عليه البدء فوراً في تناول الدواء!.

بعدها توثّقت علاقتنا، وكنت أحياناً أشتري له الدواء إذا نفد، ثمّ لم أعد أراه في الحيّ، فظنْنتُ أنّه عاد لبلاده أو نقلته شركته لحيٍّ آخر، إلى أن رأيته بالأمس خلال ممارستي لرياضة المشي، حيث جرى لناحيتي تاركاً عربته غير آبهٍ بها، ثمّ قال لي وهو يُشير لربّ السماء بالحمد والثناء أنه شُفي تماماً، وأنّ سكّره الآن يتراوح بين ٧٠ ـ ١٢٠، وأنّ الطبيب أمره بالتوقّف عن تعاطي الدواء، بعد أن امتنع عن تناول السكّريات، وصار يرفض وجبات المطاعم السريعة التي يتصدّق الناسُ بها عليه، وكان وجهه يشعّ بالعافية والسرور، ما شاء الله!.

وأنا أحكي لكم هذا لإثبات إمكانية علاج مرض السكّر من النوع الثاني بالحمية الغذائية والرياضة اللتيْن تُريحان البنكرياس من رهقه الناتج عن زيادة إفرازه للإنسولين جرّاء قلّة الحركة، والإفراط في الأكل، خصوصاً الوجبات غير الصحية التي تُسمّى بالإنجليزية: Junk food

، أو بالعربية «طعام القُمامة»!.

وهي بُشرى للسعوديين الذين جثم هذا المرض على نسبة كبيرة منهم، يُقال أنّها ٣٣٪ وتنمو باضطراد، فليدركوا أنفسهم، فمضاعفات السكّر خطيرة، وهي تُشبه في إفسادها للجسم إفساد يأجوج ومأجوج في الأرض آخر الزمان!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store