Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

أعجبني رد الأمير

A A
ربما لم يتعمق كثير منا في هذه المعاني التي يرسخها حج هذا العام بالنسبة للعالم، بعد أن أصبح الإسلام فوبيا، والمسلم إرهابياً محتمل التفجير في أي لحظة، ونحن نتابع وقفة عرفات، بينما استطاع أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أن يجمعها ويفصلها في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد ثاني أيام التشريق بمشعر منى مع مندوبي وسائل الإعلام المختلفة محلية وعربية ودولية من إذاعة، تلفزيون، وكالات الأنباء والصحف الورقية والإلكترونية.

« هذا التجمع الإسلامي لمسلمي العالم الذي تجاوز المليوني مسلم ووقوفهم في عرفات في وقت واحد يرفعون أكفهم لخالق السماوات والأرض، هذه الصورة الإيمانية تعطي الصورة الصحيحة للمسلم الحق ويقدمون للعالم رسالة السلام» كما ذكر سموه، رسالة السلام شعار حملة حج هذا العام « الحج عبادة وسلوك حضاري» من خلال تعميم ثقافة الحج بين الحجاج قبل قدومهم وبعده، تم التغلب على كثير من المشكلات التي كانت تواجه الدولة في مواسم الحج.

كلمة الفيصل حملت الكثير من المعاني العظيمة وطرحت القضية الرئيسية للمؤتمر الصحفي، وكان يمكن أن تكون فرشة ثرية لطرح الأسئلة المركزة حول ركائز نجاح حج هذا العام، والحصول على أكبر قدر من المعلومات من خلال التحاور مع شخصية الفيصل في أبعادها المختلفة، الثقافية والأدبية والقيادية، لكن للأسف بعضهم جاء يحمل أفكاره الخاصة، أو رغباته، أو سؤاله، وربما لا يملك القدرة على صياغة سؤال جديد، حتى عندما أجاب الفيصل على مندوبة وكالة الأنباء الفرنسية، حول السياحة الدينية، بأن هذه الصيغة لا تناسب الشعائر الدينية المرتبطة بالعبادة والتي يأتي الحاج لأدائها في بيت الله الحرام، بأن أي سؤال يطرح قضية خارج القضية الأساسية « نجاح موسم الحج « لن يتهرب منه الفيصل كما يفعل بعض المسؤولين في بعض المؤتمرات الصحفية حيث يتم تجاهل السؤال أو تعنيف السائل، ليتحول المسؤول إلى متهم أو مصدراً للتندر، لكن الفيصل لم يتجاهل أي سؤال، بل أجاب بكل شفافية على كل الأسئلة انطلاقاً من مسؤوليته كأمير لمنطقة مكة المكرمة، أي مسؤول عن المشاعر التي يتنقل بينها الحجيج ،وعن هذا التناغم والتكامل بين مختلف القطاعات العاملة في موسم الحج.

بعض الصحفيين حاول تطويح الحوار بعيداً عن القضية الأساسية « نجاح موسم الحج» وتسييس المؤتمر وطرح قضايا لا علاقة لها بالمعلومات حول موسم حج هذا العام 1438هـ/ 2017م، الذي عقد له المؤتمر الصحفي، لكن الفيصل تمكن بلباقة من إعادة السؤال إلى محور الحوار.

ربما لم يستعد بعض الصحفيين بجمع المعلومات اللازمة عن موضوع المؤتمر وعن شخصية الأمير المثقف الذي برع في الرد الوافي بمصداقية وشفافية، وأن المملكة التي تحاك ضدها الدسائس والمؤامرات استطاعت أن ترسل رسالة للعالم بأنها منبع الإسلام ومحضن للسلام.

أعجبني الأمير في كل ردوده التي أكدت على أن الحج شعيرة من شعائر الله لا تقبل التسييس أو التلويث بشعارات سياسية أو أعمال تخريبية، كما أعجبني رد الفيصل على بعض الصحفيين بأن المملكة لا تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تسمح للآخرين بالتدخل في شؤونها، وأنها تستقبل كل من يرغب في أداء فريضة الحج مهما كان الموقف السياسي بين المملكة وبين دولته .

نجح خالد الفيصل في إنجاح المؤتمر الصحفي كما نجح في التغلب على الكثير من التحديات التي تواجه استقبال وتفويج هذا العدد الكبير من ضيوف الرحمن في مكان وزمان محدودين.

بالنسبة لمشكلة النقل والمبيت في المشاعر التي طرحها صحفي أردني، تمثل قضية محورية لأسئلة المؤتمر أتمنى أن تحل في موسم الحج القادم بإذن الله.

في مقال الأسبوع الماضي قبل صدور إحصائية وزارة الحج ذكرت بأن عدد الحجاج فاق المليون ،لم أتوقع أن الفرق بين ما خمَّنته ورصدتُه من بعض ما كُتب وذُكر في وسائل الإعلام وبين الحقيقة قد بلغ مليون حاج ،فعذراً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store