Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
لمياء باعشن

وطن تليق به الأفراح

A A
بعد انتهاء الحج وإعلان نجاح الموسم رسميًا، عمّت الفرحة في أرجاء السعودية، وهنأ الشعب قيادته، وبعضه بعضًا، ذلك أن هذا النجاح له طعم مختلف، فهو عائد إلى بذل جهود جماعية من كل الأطياف. ساهم في إنجاح موسم الحج أعداد هائلة من البشر، سواء كُـلّفوا بالعمل، أو تكفّـلوا به، أو تفانوا في أدائه تطوعًا وطلبًا للأجر من رب العالمين. كل الأصوات، والأقلام، والصور الصادرة من المشاعر المقدسة كانت تشهد يوميًا بالعطاء الوافر من جميع الأفراد الذين جاهدوا كخدام حجيج بيت الله بصدور رحبة، في مختلف مواقعهم على مدار الساعة دون توقف ولا ملل.

جاء النجاح غامرًا ومطمئنًا للقلوب التي تطلعت إلى إعلان نتيجة العمل الصادق المسؤول، وجاءت النتيجة متزامنة مع عيد الأضحى المبارك، فكانت لنا عيد ثانٍ زادنا بهجة وسرورًا. وبينما نحن نتبادل التهاني والتبريكات، حلّ علينا عيد ثالث حين فاز المنتخب السعودي في مباراته مع فريق اليابان، وتأهل لنهائيات مونديال كأس العالم، وللمرة الخامسة في تاريخه المبهر. جاء الفوز بفرح عظيم أثلج الصدور، وأدمع العيون، وملأ القلوب بالمسرة.

كان فرح انتصار المنتخب أيضًا فرحًا جماعيًا، فمن المؤكد أن الجهود المبذولة في سبيل إحراز هذا الفوز لم تكن فردية، فأعضاء الفريق ومن يقف وراءهم من مدراء ومدربين ومنظمين وداعمين، وحتى هتافات الجماهير الحاضرة والمتابعة، قد ساهموا في تحقيقه، لذلك كان الفرح مشتركًا وطنيًا واسع النطاق. متكاتفون في جهودنا، متلاحمون في أفراحنا، نقف رافعي الرؤوس أمام العالم، نعبر بفخر عن تميزنا ونقول إن هذا الوطن يستحق بجدارة أن يحصد ثمار جهوده، وأن يفرح بنجاحاته.

ولن نصغي للأصوات المثـبّطة التي تحاول أن تقلل من إنجازاتنا، وأن تعكر علينا صفونا، فالذين يؤلمهم أن نفخر بما قمنا به في الحج، ينتقصون من حجم العمل ويتهموننا بأننا نمُنّ على الحجاج بما نقدمه لهم، ونحن إن صمتنا ادّعوا أننا مقصّرين. والذين يريدون إحباطنا يسخّـفون فوزنا في المباراة بمقولات سلبية من مثل: تأهلتم سابقًا وخرجتم من أول مباراة، أو فزتم بضربات جزاء، أو سجّـلتم هدفًا واحدًا، أو تغلّـبتم على فريق ضعيف، ولو أننا لم نتأهل لكانوا بنا شامتين.

من يزعجه أن نفرح سيُشيع هذه الطاقة السلبيّة المرضيّة، وسيحاول أن ينغّص علينا سعادتنا، وأن يلومنا إن ضحكنا وجنودنا يكافحون على الحد الجنوبي، وسيبحث عن أي حجة ليفسد بها الأجواء الاحتفالية، حتى لو عتب علينا أن نفرح والروهينغا يتعذبون في بورما. لن نلقي لهؤلاء بالاً فنحن نعرف جيدًا ما هي دوافعهم وتوجهاتهم، وسنفرح بكل خطوة نتوفق في سيرها، وعند كل عقبة نتمكن من تخطّيها.

حين أطلّ سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، على الجماهير المنتشية حبورًا في ستاد الجوهرة رافعاً علامة النصر، هللوا واستبشروا، وتوالت دقات الفرحة العارمة في صدورهم في لحظة فاخرة من التلاحم الوطني. هكذا هم أبناء هذا الوطن الجميل: التكاتف في الجهد، والتلاحم في الحصاد، وهم بإذن الله ناجحون في كل موقع: مجاهدون على حدود البلاد، خادمون ضيوف الرحمن، وعاملون في مشاريع تنموية ضخمة، ومتماسكون في مساندتهم للمواقف السياسية لدولتهم.

يستحق هذا الوطن الغالي أن يفرح، والفرح يليق به لأنه يسعى إليه جاهدًا ومجاهدًا بكل ما أوتي من عزم ومقدرة. هذا وطن يستحق أن نفخر به، ونرجو أن يكون دائمًا في القمة، متنقلًا من نصر إلى نصر أكبر. اللهم تمم علينا أفراحنا، وأوعدنا بتمام فضلك علينا، واجعل النصر حليفنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store