Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

الروهينجا.. وحرق مفهوم الأمة!

إضاءة

A A
في كل مناسبة حرق أو ذبح أو إبادة للمسلمين، يقفز إلى الذهن مباشرةً مفهوم «الأمة»، والجهود المتواصلة حاليًا لبتره أو استئصاله!

هذه مقدمة لازمة لشرح أسباب عدم انفعال كثير من المسلمين، دولاً وحكومات ومؤسسات وشعوب بالقدر المناسب مع مأساة شعب الروهينجا المسلم في ميانمار.

والحاصل أنه تم التطبيع مع مأساة المسلمين في فلسطين إلى حد ظهور أصوات في بلاد المسلمين تنادي علنًا بفض هذه السيرة، والانكفاء على المصالح الخاصة لكل دولة عربية مع إسرائيل!

ثم كان ما كان، وبدأت عمليات تطهير عِرقي ومذهبي لإخوتنا المسلمين في العراق، قبل أن تبرز على السطح عمليات الإبادة الجماعية لإخوتنا في سوريا.

في هذه الأثناء كانت أصوات المطالبة بالانكفاء على الذات تتصاعد، باعتبار أن كل دولة على حدة أدرى بمصالحها، وكل بشَّار حُر في شعبه.. يذبحه أو يحرقه بغاز السارين.

شيئًا فشيئًا، اعتاد العرب والمسلمون على المبيت بهدوء على خبر مقتل العشرات، ثم المئات من إخوانهم الحقيقيين، لحمًا ودمًا في فلسطين، وفي العراق، وفي سوريا، وفي ليبيا، وفي معظم الدول العربية!

هذا عن الدول العربية رافعة شعار «القومية» و»الوطنية»، فما بالك إذا كان الحرق والذبح خارج الحدود العربية؟!

في ضوء ذلك، سيصبح الانفعال بمذابح المسلمين فى أراكان في خبر كان، مع التقدير لبيان من هنا وآخر من هناك، «واهو بيان والسلام»!

لقد نجح المفككون الجدد في قتل، بل وأد، مفهوم الأمة، الذي هو مرادف للنخوة، بل إن المتحدثين عن الأمة الإسلامية باتوا في مرمي نيران المفككين الجدد، باعتبارهم إرهابيين!

لقد بدأ المفككون بإخراج مفهوم الأمة من المعادلة، حيث باتت كل دولة حُرَّة في الانتماء لأي أمة أخرى، ولو كانت صهيونية، باعتبار أن الانتساب للأمة الإسلامية عار!

ثم عمد هؤلاء لإخراج الدين من أي حسابات، باعتبار أن المجاهرة بالتمسُّك بالعقيدة الإسلامية تخلُّفًا وإرهابًا!

لذلك وغيره، يُذبح المسلمون في ميانمار على بعد أمتار من بنجلاديش المسلمة، ويُذبح الكشميريون على بعد أمتار من باكستان، تمامًا مثلما ذُبح المسلمون في تركستان الشرقية ومندناو وغيرها.

لقد ذُبحنا مرَّات عديدة على يد منتسبون للدين اليهودي، يُلوِّثون المسجد الأقصى بزيِّهم الديني، وكنا نخجل من ذكر ذلك، ثم ذُبحنا مرَّات أكثر على يد منتسبون للدين المسيحي، يُعلِّقون الصليب في صدرهم، وكنا نخجل من ذكر ذلك، والآن جاء دور ذبحنا على يد البوذيين.. وإياك إياك أن تقول: وإسلاماه! سيقول لك المفككون الجدد: اصمت يا إرهابي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store