نشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة، وتلك المأخوذة من مصادر غير موثوقة قد تكون عواقبها وخيمة، وقد سبق أن كتبت مقالًا عن خطر الشائعات على المجتمعات العربية والإسلامية، وخاصة في الفترة الراهنة الحرجة، التي تمر بها المنطقة.. فقد منّ الله سبحانه وتعالى علينا بعقلٍ نتفكَّر به، وهو دليل الضالين ومرشد الحائرين.. لذلك يجب أن نعي جيدًا كل ما يُقال ويتداول من حولنا، سواءً ما يُبث على وسائل الإعلام المختلفة أو ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك قبل المبادرة بنشره كي يحكمنا المنطق ولا ننجرف وراء أي ادعاءات باطلة وملفقة، هدفها تفكيك مجتمعنا.
فكثر من هم ينقلون أخبارًا وأحداثًا لا تمت للحقيقة بصلة، ويدّعون بأنّها الحق؛ فقول الحق مطلوب والنصح مقبول، ولكن هناك خيطا رفيعا ما بين الصراحة والوقاحة، إذ إنّ هنالك أسسًا متّبعة عند قول الحق، وأهمها الأسلوب، الذي يتحدث به لكي لا يتجاوز المتحدث حدود الصراحة! ومطلوب أيضًا أن يكون قائل الحق جريء وذو منطق قادرًا على إقناع المتلقي، ولا بد من دعم ما يدّعيه بحجة قوية لا تشوبها شائبة، فالجُرأة مطلوبة وعدم الخوف عند قول الحق مهم، والرجوع عن الأخطاء عند اكتشافها بعد الوقوع فيها من أقوى مقومات الحق، بل إنّ في ذلك مكمن لقوة الشخصية ولا يُعد ذلك ضعفًا مطلقًا.
أتمنى أن يحذر شبابنا من خطر ما يتداوله البعض، خاصةً ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يجب علينا الإدراك التام بأنّ ما يتم تداوله قد يُؤثِّر بفكر ومطالب واحتياجات المجتمع.. لذلك ينبغي علينا أن نُفكِّر عميقًا بكل ما نتلقاه، وأن نُحلِّله بدقة قبل أن نخطو أي خطوة قد تكون سببًا في تغيير مسار حياتنا.
وختامًا، اللهم احفظ بلادنا من كل معتدٍ أثيم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
