Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

القضية الفلسطينية والحلول المستعصية..!

A A
في مرحلة التيه التي تعيشها الأمة العربية تبقى القضية الفلسطينية معلقة بين الممكن والمستحيل وفي نفس الوقت يتراجع الحماس الذي كان ملتهبًا في النصف الثاني من القرن العشرين لتحرير الأرض من الغاصب المعتدي وإعادة الحقوق إلى أصحابها.

الكيان الصهيوني بعد فشل الربيع العربي انفتحت شهيته لمزيدٍ من التوسع والإبعاد والرفض والغطرسة وأصبح يحلم بأن أعلامه سترفرف على ساريات عالية في كل العواصم العربية لأن حاجز الممانعة سقط والتطبيع امتطى جياد العولمة وموجات الحداثة المفرطة التي اجتاحت العالم العربي هي لغات العصر.

في الجانب الفلسطيني مزيد من التفكك والابتعاد عن وحدة الصف ويبدو وكأن القيادات راضية بالوضع الراهن! والذي حصل في القدس مؤخرًا عندما وقف المقدسيين أمام تعنت واعتداءات الصهاينة يثبت بأن روح المقاومة الفلسطينية لازالت حية وأن هناك طريقًا لتحريك القضية عندما تكون إرادة الشعب الفلسطيني هي الفاعل الحقيقي وليس المفاوضات والتي لم تأتِ بنتيجة منذ إفشال اتفاقية أوسلو التي أتت بعد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة.

مشروع الحل الذي تقدمت به المملكة العربية السعودية لازال على الطاولة وهو الأمل الوحيد ولكن الكيان الصهيوني يرفضه لأن فيه شرط العودة إلى حدود ما قبل حرب 1967م وعودة اللاجئين وموافقة الفلسطينيين على الحل أيًا كان شكله.

الجيل الجديد في العالم العربي ليس بنفس الفهم والحماس الذي يحمله آباؤهم الذين عاصروا المشكلة في ذروة الحماس القومي للقضية وتحرير فلسطين وانتقال المسؤولية من جيل لآخر يعتمد على ما تتلقاه الأجيال من معلومات عن أهمية القدس والمسجد الأقصى للمسلمين وعن خطورة المد التوسعي الذي هو أبعد من جغرافية فلسطين حسب أطماع الصهاينة. والظروف المحيطة بالمنطقة من بداية الألفية الثالثة حبلى بمخاطر جسيمة تصرف الأنظار عن قضية العرب الكبرى وما لم يعد الصراع إلى داخل الأراضي المحتلة من خلال وحدة فلسطينية مثل الذي حصل في القدس مؤخرًا فإن القادم لن يكون في صالحهم.

في الجانب الأمريكي فإن كل رئيس يأتي إلى البيت الأبيض يحلم بأن يتحقق الحل خلال ولايته ولكن قوة اللوبي الصهيوني في أمريكا تحول دون أي تقدم في سبيل الحل النهائي للصراع على أرض فلسطين.

إن المرحلة الحالية في غاية الخطورة على مصير الأمة ككل والقضية الفلسطينية في قلب الأحداث من بداية القرن العشرين حتى يومنا هذا وليس من المتوقع أن تختفي لأن الإشكال صراع حضارات وديانات وأطماع دولية وخيبة أمل أجيال واقعين في مصيدة اللحظة التاريخية التي تتجاذب أحلامهم بين خيارات التعايش مع الخصوم على حساب التفريط في الثوابت التي ناضل أسلافهم من أجلها.

إن أهم نصيحة يمكن إسداؤها للفلسطينيين هي: «اتحدوا قبل أن يُجهز عليكم الأعداء».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store