Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

أشد الناس عداوة!!

ملح وسكر

A A
من أشد الناس عداء للمسلمين؟ سؤال لا يتطلب أبحاثًا ولا دراسات ولا ميزانيات ولا عبقريات! الجواب بالنسبة للمسلم المؤمن واضح ومعلن من لدن حكيم خبير: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا..). طبعًا ثمة متأسلمين لا يقرون بذلك، يحاولون التفلسف والتقعر تحويرًا وتزويرًا ومراوغة وتكذيبًا.

واليهود تاريخهم أسود قديمًا وحديثًا.

ولفلسطين الحبيبة نصيب أكبر من هذا الكيد والمكر والعداوة والحقد، بل القتل والتهجير واحتلال الأرض واغتصابها، ومع ذلك فلا تخلو الأجواء من سفهاء يبررون كل ذلك، بل ويصفقون له أحيانًا.

وأما الذين أشركوا، فهم قرناء في العداء وشركاء في الجريمة، وتلكم الصين مثلا، وما تفعله ولا تزال في تركستان الشرقية خير مثال على الظلم والبهتان وشدة العدوان، فقد سرقوا خيرات المنطقة وهجّروا أهلها عنوة، وأتوا بأتباع بوذا من مناطق بعيدة أخرى ليغيروا من التركيبة السكانية، فنصّبوهم في كل زاوية ليمارسوا الاستبداد في الوظائف والتجارة والتعليم وغيرها، وليراقبوا المسلمين هناك إذ حظروا عليهم الصلاة والصوم وقراءة القرآن وارتداء الحجاب، وكل عمل يمتاز به المسلم على غيره من (الذين أشركوا).

وليس بعيدًا عن الصين، تبدي جارتها ميانمار البوذية عداء أشد وأقسى، وجبروتًا أشد وأنكى في حق طائفة الروهينجا.. تلك الأقلية المستضعفة الذين ضُمت مناطقهم عنوة إلى ميانمار بفعل الاستخباث البريطاني القديم.

إنها مفاصلة عجيبة، وهي حرب على الدين الذي هو أساس الهوية؛ هي حرب تُخيِّر المعتدي عليهم بين اثنتين لا ثالث لهما: إما الموت قتلا أو حرقًا، وإما الهجرة والرحيل هربًا وطوعًا.

وهو صمت دولي عجيب، يذكرني بعكس ما جرى لتيمور الشرقية المسيحية التي دعمها الغرب بكل قواه حتى انفصلت وكانت دولة مستقلة جديدة، وكما فُعل بجنوب السودان المسيحي الذي انفصل هو الآخر، فكان ميلاد عضو جديد في عصبة الأمم.

ولو أن في المسلمين عزم وإرادة لدُعمت بنغلاديش معنويًّا وسياسيًّا وعسكريًّا كي تتصدى لهذا الظلم الفادح، والاعتداء السافر، والحقد الذي ليس له مثيل في هذا القرن الجديد الذي بُشّرت به الإنسانية، فخاب ظنها وضاع أملها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store