Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

العواصف والأعاصير.. ظواهر طبيعية أم عقوبات ربانية؟

A A
شهد العالم الأسبوع الماضي أحوالًا جوية مرعبة ومهولة بعضها لم يتكرر منذ قرن من الزمان، فأدت إلى وقوع كوارث من وفيات، ومن تدمير للمنازل والمنشآت والبنية التحتية في دول عدة حول العالم، منها بل على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي ضربها إعصار «إيرما»، الذي بلغت سرعته أثناء مروره باليابسة سرعات فائقة بلغت 210 كم/‏ ساعة (علمًا بأن الطاقة الحركية المتولدة من الرياح تزداد طرديًا مع مربع سرعة الرياح وليس مع السرعة، والمعادلة للمهتمين مدرجة أدناه)، فهي رياح عاتية ذات طاقة عالية قادرة على قلب السفن العملاقة أحيانًا، كل ذلك التدمير يترجم بالطبع إلى خسائر بشرية وحيوانية ومادية كبيرة وأضرار وتلفيات تجعل المشهد موحشًا جدًا، وتقدر تكاليف تعويضها بالتريليونات من الدولارات، والتي من بينها على سبيل المثال تحوُّل بعض مطارات تكساس إلى برك ماء تطفو عليها الطائرات كلعب الأطفال، يجول في أذهان الكثيرين بعد الحدث عدة تساؤلات فلسفية: أكان ذلك من باب العقوبة الربانية، أم ظواهر طبيعية خارجة عن المعتاد بسبب ما يُسمَّى بالاحتباس الحراري؟.

قبل أن نحاول الإجابة المقتضبة عن التساؤل السابق نُعرّج على المنحة الإلهية، والتي جاءت في ثوب محنة الإعصار المدمر بالنسبة لبعض المسلمين بأمريكا. ألا وهي الانطباع الإيجابي عن خُلُق إغاثة الملهوف وإجابة المضطر من قِبَل المسلمين، والذي خرج به كثير من المنصفين من الأمريكيين، منهم مقدم برامج تلفزيوني بتكساس الأمريكية، والذي كرر على أسماع متابعيه شهادته مرارًا وحفلت به مواقع الشبكة عن شهامة المسلمين، التي برزت في هذا الحدث الخطير والذين هيّأوا 4 مساجد من أكبر مساجدهم وجهّزوها وموّلوها كمراكز إيواء للمشرَّدين بعد العاصفة، واستقطبوا ما يزيد على 200 طبيب مسلم للعمل الطبي الميداني.

عودًا على بدء، متى تكون الكوارث عقوبة إلهية، ومتى تكون ظواهر طبيعية قد لا يُقصد بها أحد، أو مجموعة أو مجتمع بعينه؟، الخطاب القرآني الكريم يُحدِّثنا عن أقوام كمثل أصحاب الجنة الذين قرَّروا من باب الكُفر بالنعمة أن لا يدخل عليهم يوم حصادها مسكين، وأنهم لن يدفعوا الزكاة، وأن الله فضَّلهم على بقية الناس في الدنيا، فكذلك سيُعاملهم في الآخرة (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون، فأصبحت كالصريم).. الآيات (كذلك العذاب ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون)، فالمعاصي تستجلب العقوبات.

وكذلك الأمر في الظلم، تأمَّل الظلم النازل بإخواننا في الدين والعقيدة، شعب الروهينجا من ظلم وتقتيل وتشريد وتهجير ونهب للأراضي والممتلكات والاعتداء على الأرواح والأعراض بتحريض من دولتهم وتحت بصر وسمع العالم والأمم المتحدة ومجلس أمنها دائم التحيُّز ضد المسلمين، فهُم لا بواكي لهم، أليس من المنطقي أن تنزل بعدوّهم من الله النوازل، الذين يُكرِّرون قصة أصحاب الأخدود الأولى في قتل الناس على أساس العقيدة، وما يُقتلون إلا كما قُتل مؤمنو الأخدود (قتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد).. الآيات. فالظلم ظلمات، والله يجيب دعوة المظلوم حتى لو كان غير مسلم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store