Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الحِراك الذي نريد

أمل وعمل

A A
نعمة الأمن والأمان من النعم العظيمة، والتي نحسد عليها في وطننا، فبعض الدول من حولنا كانت تنعم بنفس تلك النعم ولكنها اليوم أصبحت تعاني كثيرا من الاضطرابات وانتشر فيها القتل حتى تجاوز عدده عشرات بل مئات الآلاف من الأبرياء، وشُرِد الملايين من سكانها، ودمرت بنيتها التحتية، وأصبحت تلك الدول خرابا، فانهار اقتصادها وأصبحت المليشيات المسلحة ترتع فيها وتحكمها، كما أصبحت بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية ومأوى لها.

أعداء الوطن لا يسرهم ما نحن فيه من أمن وأمان واستقرار، ولا يعجبهم ما ننعم به من رغد ورخاء في العيش، ويغيظهم أن يرونا متكاتفين متحدين نقف صفا واحدا خلف قيادتنا في وجه كل عدو يستهدف أمننا، ولذلك عمدوا إلى استخدام كافة الطرق والوسائل للنيل من هذا الكيان ومن أمنه واستقراره، فتارة يعمدون إلى الخلايا الإرهابية للتفجير والقتل، وتارة يعمدون إلى الخلايا التجسسية لخدمة الأجندات الخارجية، وتارة يلجئون لنشر الفتن والقلاقل بين أفراد المجتمع، وتارة يستهدفون شباب الوطن بالمخدرات، وتارة يعمدون إلى الحروب الفكرية فيزرعون الأفكار الضالة بين بعض الشباب، ومؤخرا عمدوا إلى وسائل التواصل الاجتماعية وسخروا عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية لإثارة الرأي العام والدعوة لما يسمى بـ»حراك 15 سبتمبر»، ولكن توفيق الله عز وجل ثم جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين والرجال المخلصين في القطاعات الأمنية المختلفة واللحمة بين المواطن وقيادته، كل ذلك ساهم في إفشال جميع المخططات السابقة بمختلف أشكالها.

الدعوة لذلك الحراك المشبوه أكدت بأن أعداء الوطن -وبالرغم من كل الدعوات السابقة المشابهة- والتي باءت بالفشل، لم يستوعبوا حتى هذه اللحظة أن في هذا الوطن شعب يدين بالولاء لله ثم لقيادة هذا الوطن، ولم يعوا بأن قوة هذا الوطن تكمن في تمسكه بدينه ثم وقوفه صفا واحدا خلف قيادته، وهو أمر لا يمكن لأي حراكٍ أن يقترب منه أو يراهن عليه أو يؤثر فيه، لأنه في الأساس حراك باطل يهدف إلى زرع الفتن ونشر الأكاذيب وخدمة الأجندات الخارجية.

لم ينجح ذلك الحراك المشبوه ولن ينجح، لأن مجتمعنا ولله الحمد مجتمع واعٍ، يعرف تماما مثل هذه الألاعيب، ولا يخفى عليه أعداء الوطن من دعاة الفتنة ونشر الشر والضلال، الذين يتمنون أن تتغير هذه الأوضاع المستقرة لتصبح أوضاع مضطربة من أجل مصالح فردية، ولكنها ولله الحمد لا تجد من المجتمع إلا الرفض والاستنكار والاستهجان، وأكبر شاهد على هذا الأمر ما حدث بالأمس من فشل ذريع لتلك الدعوة الضالة للحراك المزعوم.

حراك 15 سبتمبر، نكسة جديدة من نكسات الشر والفساد على الداعين له، وصفحة سوداء من صفحات المكر والخداع، فمن يريد الحراك فليتحرك خلف قيادة هذا الوطن، ويعمل بما يساهم في تحقيق الأهداف السامية، ومن يريد الحراك فليتحرك ليُحقِّق نهضة حضارية وتنمية وطنية، ومن يريد الحراك فليدعم أمن واستقرار الوطن ووحدته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store