Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

ماذا عن احتكار الدواء؟

ملح وسكر

A A
تعظيم سلام لمجلس المنافسة لأنه عازم على القيام بدوره المنشود بكفاءة أكبر، وبما هو متوقع منه في ظل ازدياد حمى الرغبة في (تثبيت) الأسعار وإبقاءها مرتفعة لإشباع نهم (المحتكرين) وتضخيم أرصدتهم على حساب المواطن، خاصة إذا كانت السلعة أساسية لا غنى عنها لمعظم سكان البلد أو كلهم.

ومن أبرز المخالفات التي ضبطها المجلس تلك المرتبطة بسلعة (الأرز)! وما أدراك ما الأرز بالنسبة لنا في المملكة.

وبلغ من فداحة الجرم تغريم الشركات المخالفة مبالغ بلغت 5 ملايين ريال مع التشهير في صحف محلية. إنها شركات تواطأت على الاتفاق على ممارسات ظالمة وتدليس موبوء.

شكرا للمجلس الذي تحرىّ وبحث وراقب وتابع حتى اكتشف المؤامرة المرفوضة شرعا ونظاما.

المشكلة الأعظم تكمن في احتكار استيراد سلعة حيوية ضرورية، كسلعة الدواء مثلا، الدواء يا سادة تحتكره شركات بعينها، فهي التي تستورد، وهي التي تسعر، وهي التي تمارس أشد أنواع الاحتكار. قد أكون مخطئا، لكني لا أعلم إن كان لأي جهة تنفيذية دور حاسم (غير تقليدي) في عملية التسعير!! ومرد هذا الشعور هو تباين أسعار الدواء مع دول أخرى مجاورة.

وقد كتبت قبل شهرين عن دواء لمعالجة الضغط يصل سعره في بلادنا إلى حوالي 4 أضعافه في تركيا (الدواء نفسه بشحمه ولحمه، وليس بديلا له).

لابد لمجلس المنافسة أن يلقي بثقله في هذه القضية التي هي أشد وأنكى من عمليات (تثبيت) الأسعار منعا من هبوطها، إذ هنا لا تملك غير الشركة المستوردة صلاحية تغيير الأسعار، فهي واحدة ثابتة مرتفعة وغالية ومؤلمة.

لا شيء يبرر تباين الأسعار بهذه الصورة الفظيعة إلاّ طبيعة (الاحتكار) الكامنة في الوكالة الواحدة لشركة واحدة، والدواء ليس سلعة كمالية مثل المشروبات الغازية مثلا، بل هو عنصر حيوي من عناصر الحياة المعاصرة.

دعونا نهيب بمجلس المنافسة سرعة التحرك في مواجهة هذا الاحتكار مدعوما بوزارة الصحة ووزارة التجارة والاستثمار.

وكل المسؤولين الكبار في هذه الجهات مشهود لهم بالكفاءة والإخلاص والرغبة في الوقوف بجانب المواطن، منعا لتضرره وكسرا لمبدأ الاحتكار الذي يهدده.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store