Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

التعليم والحوار المتجدد!

A A
شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في الفترة الماضية بعض المساجلات والاحتجاجات بين الأستاذ قينان الغامدي المعلم سابقًا والصحفي المعروف وبين منسوبي التعليم الذين احتجوا على التعميم في طرح الأستاذ قينان. والتعليم كما هو معروف يعاني منذ زمن من مشاكل كثيرة وسبق أن شاركت بعدة مقالات كان آخرها في جريدة المدينة بتاريخ 22 فبراير 2016م بعنوان «لا تُفقدوا المعلم هيبته» والتعليم أيًا كانت المعضلات التي يمر بها سيظل رهاننا الوحيد لطريق الإصلاح والتقدم والرقي وهذا ديدن كل المجتمعات، ولذلك لا مجال للانتقاص من دور القائمين عليه حتى وإن كان هناك بعض الثغرات التي يجب إصلاحها. والمتوقع من المعلمين أنفسهم أخذ زمام المبادرة في كل مناسبة بطرح يستهدف الارتقاء بالتعليم وعلى رأسها من يقوم بالعملية التعليمية في الميدان، وهذا ما توجه به الأستاذ قينان في طرحه مؤخرًا. وقد سبق طرح قينان ما قاله وزير التعليم كرد على بعض المتذمرين في وزارة التربية والتعليم على إثر إضافة ساعة نشاط على جدول الدراسة والذي حظي بردود أفعال مماثلة لما حصل لطرح قينان برغم أن الوزير رفض الانتقاص من مكانة المعلمين ودافع عنهم وطالب أن يكون النقد موضوعيًا.

ومشكلة التعليم ليست المعلمين فقط فهناك معضلة المدارس فالبعض منها دون المستوى المطلوب وكذلك وسائل النقل للمعلمات وأمور أخرى لا تخفى على الوزارة والتي يحتاجها المعلم/المعلمة للقيام بواجبهم. والتعليم هم وطني والحديث عنه يجب أن يتم بهدوء وبدون تجاوزات تجرح ولا تفيد قضية التعليم الكبرى التي تعني كل مواطن فهي جزء من الأمن والاقتصاد والسياسة والتنمية بصفة عامة ولذلك يجب أن نناقشها بعقلانية ونستند على أدلة وأرقام ونبتعد عن التعميم أيًا كان مصدره من الوزير، إلى الإعلامي، إلى ولي أمر الطالب، إلى المعلم الذي بدونه لا يوجد تعليم. كما إن رفع سقف حدة الطرح لا يخدم التعليم إذا كان الهدف من الطرح هو الإصلاح وليس تسجيل مواقف بين الأطراف. أقول هذا وأنا من خارج كادر التعليم حتى لا يقتصر الحوار على منسوبي جهة واحدة لأن التعليم هم كل فئات المجتمع فـ(التعليم هم الهموم) كما هو عنوان وفحوى أحد مقالاتي السابقة حول التعليم بتاريخ 3/11/2008م.

إن تغلغل بعض المفاهيم الأيديولوجية في ميدان التعليم يحصل، فالمعلم له تأثيره سواءً كان في مراحل التعليم الأولى أو مراحل التعليم العالي؛ ومن الصعب التخلص منها إلا بالحوار العقلاني المغاير، البعيد كليًا عن التوجه القسري. وأي حوار يجب أن يتم في حدود الأدب واحترام الرأي الآخر، ولا أحد فوق النقد خاصة المعلمين الذين ينظر إليهم كقدوة في ميدان العمل والمجتمع. والمعلم مؤتمن على تربية النشء ويجب أن يُمنح الثقة ومن يكون موضع شك فلا مكان له في حقل التعليم المهنة الشريفة، التي يتمنى الكثيرون الانتماء لها. والدولة قامت بإصلاحات كثيرة ولكن كما يبدو من الحوار الدائر بأنها بحاجة للمزيد حتى تتحقق القناعة لكل المعنيين بها من البيت إلى المدرسة إلى صانع القرار في الإدارة العليا في الدولة. ومخرجات التعليم ليست كلها سيئة لأن لدينا عشرات الألوف من الطلاب والطالبات يدرسون في أرقى جامعات العالم ويحققون تميزًا يليق بهم وبالوطن وبمن زرع فيهم حب العلم والتميز. وجلد الذات ليس بأحسن الوسائل لتصحيح بعض الأخطاء والتصدي لأوجه القصور في التعليم وغيره، ونصف مليون معلم ومعلمة القائمين على التعليم في وطننا الغالي يستحقون من الجميع التقدير والاحترام والاعتراف بفضلهم وتفانيهم في العملية التعليمية في وطننا الغالي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store