الأمر المفيد بداية العام الجديد

تقول الحكمة الصينية: أفضل وقت لزراعة شجرة كان منذ 20 سنة، ولكن الوقت الأفضل الثاني هو اليوم. وبما أننا نستعد لاستقبال عام دراسي جديد، لماذا ننتظر الوقت الأفضل الثاني (للجد والاجتهاد) والذي يكون غالبًا قبيل الاختبارات النهائية بأيام، لم لا نبدأ في الوقت الأفضل الأول وهو بداية العام فنجعل النوايا الحسنة حاضرة والأهداف الرائعة جاهزة ونسأل أنفسنا ماذا نريد من العام الجديد؟ وما الذي سنبذله في سبيل تحقيق أهدافنا؟ وما هي العادات الجيدة التي سنتخذها؟ وما هي العادات السيئة التي سنتخلص منها؟ وعلى قدر السؤال تأتي الإجابة، فالأسئلة الجيدة تستدعي الأجوبة الجيدة، فعندما يسأل الأب ما الذي أريده لأبنائي؟ وعندما يسأل المعلم ما هي المهارات التي أريد تعليمها لطلابي؟ وعندما يسأل الطالب ما هو المستوى الدراسي الذي أطمح الوصول إليه؟ هم بذلك يكونوا قد تحصلوا على أهدافهم بصورة أجوبة، والإنسان لن يصيب هدفاً ما لم يراه واضحاً أمامه، وهذا الوضوح يتطلب كتابة الأهداف وتصورها ومعرفة الثمن المستحق لها.

بعد تحديد الهدف الذي تطمح لتحقيقه من المهم جداً تدعيمه بجملة من العادات الجيدة فالعادات الجيدة هي ما يصنع النجاح وما يعتاد عليه الإنسان في البداية سيصبح أسلوب حياته في النهاية لذلك ينبغي على الأهالي والمربين والطلاب أن يحرصوا على الثلاثة أسابيع الأولى فيغرسوا عاداتهم الجيدة فيها من حيث مواعيد النوم والاستيقاظ ومن حيث مواعيد المذاكرة والآليات التي سيتبعونها والتأكيدات الإيجابية التي سيكررونها فكل ذلك إذا ما تمت برمجته في العقل واعتاد عليه الجسد أصبح طريق النجاح واضحاً لا يشك به أحد.

من الأمور الجميلة هذا العام إلغاء إجازاتي منتصف الترم وهي التي كانت كالمطب الصناعي الذي يظهر على طريق السفر بلا مبرر فتفسد على الطالب مواعيد نومه وتشوش عليه تركيزه فتختلط أوراقه ويختل اتزانه وتكسر استمرارية عاداته الجيدة والتي أخذت منه الجهد والوقت حتى يعتاد عليها فالحمدلله الذي أراحنا منها.

في الختام يقول (هنري فورد): سواء كنت تعتقد أنك تستطيع أو لا تستطيع فأنت على حق. لذا يجب عليك أن تقدّر نفسك وتحدّد أهدافك وتستثمر أوقاتك وتختار عاداتك فبالتأكيد هذا هو الأمر المفيد بداية العام الجديد.