يومنا الوطني... وقنوات أوربت

يهل بعد عدة أيام يوم عزيز علينا وهو اليوم الوطني الذي وحد فيه المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله، وطيب الله ثراه-، هذه الدولة العظمى «المملكة العربية السعودية». وأتذكر، ولست متأكدًا من التاريخ، قبل أقل أو أكثر من عقدين من الزمان أن قناة أوربت، وتحديدًا برنامج من الرياض، الذي كان يقدمه الأستاذ سعود الدوسري -يرحمه الله- والأستاذة إيمان المنديل، قامت القناة باستضافتي في هذا البرنامج المبدع والجميل، وكان محور النقاش عن اليوم الوطني، ولماذا يأتي ولا أحد يشعر بهذا اليوم العظيم؟! وقلت إن السبب يعود إلى عدم ربط هذا اليوم (بإجازة يوم)، إذا وافق هذا اليوم نهاية أسبوع يؤخذ اليوم الذي قبله أو اليوم الذي بعده من أيام الدوام العادي، واستشهدت في ذلك الوقت بالرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريجان الذي وضع «يوما» للمدافع عن الحقوق المدنية»مارتن لوثر كينج» وربطه بإجازة. ثم سألني الأستاذ سعود الدوسري -يرحمه الله- سؤالا قال فيه ولكن ليس في الإسلام إلا عيدان عيد الفطر وعيد الأضحى؟! ورددت عليه قائلا: إن هذا ليس عيدًا بل يوم وطني يعرف الأجيال بهذا اليوم.

وبعد هذه المقابلة بعدة أشهر صدر مرسوم ملكي بوضع يوم وطني بإجازة يوم، وإذا وافق إجازة نهاية الأسبوع يؤخذ يوم عمل قبل الإجازة أو بداية الأسبوع حسب موافقة التاريخ لذلك اليوم. الحق يقال أن قنوات أوربيت، وبرنامجها من الرياض تحديدًا، لهم الفضل بعد الله في طرح موضوع هذا اليوم الوطني، والذي ليس فحسب نعايشه الآن بكل فخر بل التصق بذاكرة الصغير والكبير كونه ربط بيوم إجازة. التسجيلات موجودة عند الإخوان في قنوات أوربيت وبإمكانهم عرضها في هذا اليوم الوطني لكي تأخذ قنوات أوربيت حقها.

نعود إلى يومنا الوطني الذي يصادف هذه السنة أزمة أخلاق ولنسمها بهذا المسمى بين دول المقاطعة الأربع، وقطر التي صدمتنا بالفعل كجارة عزيزة علينا تقوم بهذه الأفعال غير الأخلاقية تجاه شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي ومصر. لم نكن نتصور في يوم من الأيام أن قطر تتدخل في شؤون دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى، وتطعننا بعدة سكاكين فطعنتنا بسكين جماعة الإخوان، وبسكين إيران، وبسكين تركيا، وبسكين الأفراد والجماعات والتنظيمات الإرهابية المتعددة؟! بل وصل بها الحد إلى دعم دعاة سعوديين لزعزعة أمننا واستقرارنا فيما يعرف «بحراك 15 من سبتمبر».. قطر تمول وإيران تنفذ وغرب يستخدمهما كأدوات لتمزيق عالمنا العربي.

نختم حديثنا بالدعاء إلى الله سبحانه أن يعود علينا يومنا الوطني في الأعوام المقبلة وقد تحرر اليمن من عصابات الحوثي والمخلوع صالح، والعراق من قبضة إيران، وسوريا من قبضة بشار وعصابته وروسيا وإيران وحزب الشيطان، وليبيا من مليشيات قطر التي عاثت في الأرض فسادًا.