Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

هل لديك سكن؟!

A A
• بهذا السؤال الحاد.. حاول مذيع قناة الحوار (إحدى القنوات التي يُموِّلها نظام الحمدين لمهاجمة السعودية)، مفاجأة أحد المواطنين السعوديين البسطاء الذي اتصل على القناة لتبيان حقيقة ما سُمي بحراك ١٥ سبتمبر!. المذيع الذي اعتاد اصطياد بعض السعوديين البسطاء وإرباكهم بأسئلة، تُظهرهم أمام المشاهدين بمظهر العاجز، من أجل خلق حالة عامة من التذمر والسخط، لم يتوقع إجابة المواطن (غير المتعلم) الذي أفحمه بالقول: ومن قال لك إن الوطنية تُقاس بالسكن؟!.. ما تُقدِّمه بلادنا لمواطنيها وللعالم أعظم بكثير من مجرد توفير سكن.. بدءا بالعدل والأمن، وغير انتهاء بالاحترام.

• نشر الإحباط والضجر بين الشعوب من أقدم وأقبح أدوات الخبث الإعلامي، والسؤال الذي حاول به المذيع توسيع ما يُعرف في أدبيات الإعلام السياسي بـ(فجوة الاستقرار)، وهو مصطلح يعني افتعال مقارنات بين ما هو قائم من خدمات وما ينبغي أن تكون عليه، بهدف زعزعة ثقة المواطن، وخلق حالة عامة من التذمر والاحتقان الشعبي في المجتمع، هو محاولة مكشوفة للقناة التي دأبت على هذا العمل منذ افتتاحها في العام ٢٠٠٦ بأموال قطرية، وتحت إدارة المرتزق اللندني عزام التميمي.

• لاشك أن مشكلة السكن في السعودية هي مشكلة حقيقية تُؤرِّق بعض شرائح المجتمع السعودي، لكن تعثرات وزارة الإسكان واجتهاداتها، التي لم يُحالف التوفيق بعضها، لم تُنس المواطن الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها الدولة في هذا الاتجاه منذ العام 1975م، وقد فات على المذيع وشلّته من مرتزقة لندن، والذين استنبطوا سؤالهم من الحراك اليومي السعودي في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، أن نقد أداء بعض الوزارات والخدمات العامة الذي يمارسه السعوديون في مختلف وسائل الإعلام، لا يعني تجردهم من وطنيتهم، ولا بيعهم لوطنهم، ولا إنكار ما تُقدِّمه دولتهم لأبنائها وضيوفها وزوارها من خدمات.

• إجابة المواطن إجابة مثالية من الناحية الوطنية، لكنها تتطلب بالمقابل من الوزارات والمؤسسات الخدمية، بذل أقصى طاقاتها من أجل تقليص (فجوة الاستقرار) التي قد يشعر بها البعض تجاه بعض الخدمات، قطعا للطريق أمام الإعلام المغرض، خصوصا في ظل ما تُوفِّره حكومة خادم الحرمين الشريفين لتلك الوزارات من دعم غير مشروط ولا محدود.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store