Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

العمل التطوعي: ما هو الحصاد؟

ملح وسكر

A A
انتهت مع بداية هذا الأسبوع ربما أطول إجازة دراسية في تاريخ المملكة المعاصر، فماذا كان الحصاد؟

من الحصاد طبعا قتل الوقت في سهر طويل ونوم في النهار طويل! خاصة للأجيال الشابة التي أمضت معظم الأيام داخل البلاد! ليست لدي بالطبع إحصائيات دقيقة، ولا أعلم إن كانت هناك جهات تتابع هذه القضية باهتمام كبير كونها مرتبطة بأهم ما تملكه البلاد من ثروة العباد.

وكم تحدثنا في المملكة عن آفاق العمل التطوعي الواسع! وفي السنوات الأخيرة صدرت تشريعات تسهم في تنظيم وتشجيع العمل التطوعي، لكن يبدو أن التنظير شيء بالرغم من أهميته، وأن التطبيق على أرض الواقع شيء آخر!

وبلغة الرياضيات المبسطة، كان بإمكاننا حصد ساعات عمل تطوعي تتجاوز ملايين كثيرة. فعلى مستوى التعليم العام والتعليم الجامعي يتجاوز عدد المنخرطين فيه 3 ملايين شاب وشابة من فوق سن الثالثة عشر أو الرابعة عشر. ولو نجحنا في جذب مليون شاب وشابة للعمل التطوعي، ولمدة شهر واحد فقط من الشهور الأربعة أو الثلاثة، وبمعدل 6 ساعات يوميا، وعلى مدى 20 يوما فقط لكانت المحصلة 120 مليون ساعة عمل تطوعي في مجالات مختلفة ومتعددة.

ماذا يمكن أن نحصد من هذا الكم الهائل من ساعات العمل التطوعي الخيري والإنساني والإنتاجي؟! هل نحن فعلا عاجزون عن تصريف هذه الطاقات المهدرة المشتتة بين سهر قاتل ونوم خامل!! هل قنوات العمل التطوعي مسدودة إلى هذه الدرجة، أم هي شحيحة لدرجة الندرة؟!

لا خلاف أن تعظيم الاستفادة من العمل التطوعي يتطلب إعدادا مبكرا، كما يستلزم جهودا عظيمة تبدأ منذ اليوم تمهيدا لانطلاقها في غرة رمضان المقبل. صدقوني ثمة فرص هائلة لأعمال جليلة فاعلة! وصدقوني أن هناك مئات أو ألوف الجهات والمناطق والمواقع، كما مئات الألوف من الأفراد والأسر الذين يمكن توجيه العمل التطوعي المدروس والمنظم لخدمتهم والارتقاء ببعض جوانب حياتهم.

كل الذي نحتاجه قليل من المال وكثير من الإرادة والعزيمة، وأكثر منها همة ورغبة وتسويق للفكرة بما فيها من كمالات إنسانية وفرص تدريبية وملامح تربوية وخبرات عملية ونتائج كبيرة وحصاد مثمر باهر بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store