Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

جاهزية المدارس المزعومة!!

A A
تعوّدْتُ في بداية كلّ سنة دراسية على السماع من حضرة وزارة التعليم الكثير، والمُثير، والمُثلِج للصدور، عن جاهزية مبانيها لاستقبال ملايين الطُلّاب من البنين وعذارى الخدور!.

ثمّ ما ألبث إلّا قليلًا حتى أسمع العكس من الطُلّاب، وحتى من وسائل الإعلام، بأنّ الجاهزية التي «صنّجت» الوزارةُ بها طبول آذاننا هي مزعومة وغير دقيقة!.

وليس هذا فحسْب، بل إنّ هناك تناسبًا طرديًا بين طول الإجازة المدرسية وبين نسبة عدم جاهزية المباني، وعلى هذا الأساس ونظرًا لأنّنا فرغنا للتوّ من أطول إجازة مدرسية في تاريخنا التعليمي، فإنّ عدم جاهزية المباني حاليًا هو الأكبر على الإطلاق!.

والله يرحم زمان في كلية الهندسة، عندما كان الدكاترة الخواجات يقولون لنا إنّ صيانة المباني يعوقها وجود سُكّان فيها، وأنّ أفضل وأسرع وقت لصيانتها يكون عند خلوّها، فما بال الوزارة تعكس قول الدكاترة الصحيح الذي ليس عليه غُبار؟ فمبانيها خلال أشهر الإجازة خاوية مثل بطن الإنسان عندما يجهزّه الطبيب للعملية الجراحية، أي مناسبة للصيانة، ومع ذلك فلا صيانة تُنجز على الوجه المطلوب، ويبدو أنّ الصيانة سافرت في الإجازة كما سافر الطُلّاب، وساحت مثلهم في بلاد الله الواسعة، وهي للأسف لا ترتقي لما نسمعه من ميزانية مالية ضخمة مُعدّة لها، وهناك من يقول إنّ بعض المدارس ما زالت تطلب معونات من أولياء أمور الطُلّاب للصيانة، فهل يُعقل هذا ورؤيتنا الوطنية تهدف لخلْق بيئة نموذجية تعليمية من كل النواحي التي منها الناحية اللوجستية؟.

والعجيب أنّ القصور في الصيانة، وكما يُلاحظ في مدارس كثيرة، يمسّ كل مرافقها إلّا غرف سعادات المديرين، فجرى «إيه» أيّها المديرون؟ فالدولة لم تتكبّد الملايين لتمييزٍ غير مقبولٍ في الصيانة، ينعم فيه البعض، ويُعاني منه آخرون!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store