يعتبر التدريب أحد أهم الأنشطة الإدارية التي تسهم في ترقية أداء الموارد البشرية وتطوير مستوى أدائها والنهوض بمعدل إنتاجيتها، ونظرا للتطور الهائل في نظم الإدارة وفي تقنية المعلومات ووسائل الاتصالات مما حتم على الموارد البشرية ضرورة مسايرة هذه التطورات السريعة حتى تستطيع أداء مهامها. ولأنه في كل يوم جديد تظهر تقنية جديدة أو تطبيق جديد لأساليب العمل والإنتاج مما يجعل الأفراد في حاجة ماسة لمعرفة الأساليب الجديدة وتعلمها والاستفادة منها في إنجاز الأعمال في مختلف المجالات والتخصصات. فالفجوة بين مخرجات المؤسسات التعليمية المختلفة ومطلوبات سوق العمل كبيرة، وقد أدركت القيادة الحكيمة للمملكة حجم الفجوة بين مخرجات مؤسسات التعليم العالي والعام ومتطلبات سوق العمل الفعلية، ولذلك حرصت على ردم هذه الفجوة في رؤية 2030م بهدف مواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب بمختلف مجالاته وتزويد أبناء الوطن بالمعارف والمهارات اللازمة التي تمكنهم من الحصول على وظائف متميزة في مستقبلهم الوظيفي وبخاصة تلك النوعية من الوظائف التي تحتاج إلى مهارات نوعية بكفاءة عالية، وتعزيز الجهود في مواءمة مخرجات المنظومة التعليمية مع احتياجات سوق العمل، وتنمية الفرص الوظيفية والتدريبية للجميع، فضلا عن تطوير قدرات ومهارات الموارد البشرية الحالية التي تشتغل في مختلف مؤسسات ومرافق الدولة بالقطاعين العام والخاص. فضلا عن تنمية الفرص الوظيفية والتدريبية لجميع العاملين وطالبي العمل، وذلك بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص. وستعمل رؤية 2030م مع مختلف القطاعات العامة على تطبيق أفضل الممارسات التدريبية والتعليمية على موظفيها للتأكد من توافر المهارات اللازمة والمقومات الضرورية للتعامل مع المستقبل الذي تصبو إليه الرؤية وفق الاحتياجات المحددة والمتفق عليها مسبقا من خلال المجالس المؤسسة لذلك، ومن ذلك تدريب ما لا يقل عن نصف مليون موظف حكومي وتأهيلهم لتطبيق مبادئ إدارة الموارد البشرية وفق أعلى المعايير العالمية في الأجهزة الحكومية لتحقيق النتائج المتوقعة منها، كما سيدعم ذلك إيجاد قوائم من المواهب والكفاءات البشرية ليكونوا قادة في المستقبل ويساهمون بكفاءة واقتدار في الدفع بعجلة النهضة والتنمية.
ويبقي دور المتدرب باختيار الدورات بوعي وجدية بهدف الاستفادة الحقيقية وليس فقط مجرد الحصول على شهادة كجواز عبور لوظيفة أو ترقية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
