Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

قطاعنا الصحي: شاهده من الداخل!

ملح وسكر

A A
في عدد الحياة (16 أغسطس) نُشر كلام مهم وخطير على لسان الدكتورة/ تغريد الغيث المدير العام لإستراتيجية الرعاية الصحية في المجلس الصحي السعودي.

تقول الدكتورة: (إن النظام في القطاع الصحي يسمح بتطوُّر الفساد وإضعاف أساليب تعزيز النزاهة)، مرجعة أسباب ذلك إلى ضعف الأنظمة والقوانين وغيابها أحيانا، مُحذِّرة من تأثير ذلك في رسم السياسات الصحية.

وأضافت أن الرشاوى في القطاع الصحي تأتي على أنواع منها: رشاوى مالية وعينية في مقابل العمولات والسياسات المتخذة لتسيير عمليات التعامل والسرقة من المنشآت الصحية أو سوء استخدامها، وسوء استخدام السلطة والمنصب والترويج غير الأخلاقي لبعض الأدوية، ودفع مبالغ أكبر من المستحقة لمقدمي الخدمات الصحية... إلى آخر قائمة الأدواء والعلل التي تنهش في جسد القطاع الصحي حسب رؤية المسؤولة والطبيبة تغريد.

ولو ألقينا بنصف كلامها في البحر -كما يقول المثل- باعتباره مبالغا فيه افتراضا، فإن النصف أو الثلث المتبقي خطير جدا. وبصراحة، فإن دلائل ومؤشرات هذه الظواهر موجودة، وإن كانت الإثباتات غائبة عن مثلي (وربما حاضرة لدى الدكتورة تغريد)، إلاّ أن الصورة الإجمالية للحالة الصحية غير جيدة، وساهم في تشكيلها تاريخ ليس بالقصير من الأحداث المتتالية المتواترة من سوء الخدمة وضبابية التعامل مع الأخطاء والشكاوى، كما الغلاء الفاحش في أثمان الدواء مقارنة بدول الجوار.

الفساد هو الصفة السحرية التي أكدتها الدكتورة، وهي صفة جامعة لمعظم أنواع الشرور التي يعاني منها المجتمع، سواء تمثلت في خدمة متدهورة في قطاع صحي أو علاج خاطئ لمريض في مستشفى أو شارع مليء بالثقوب والحفر، أو في خدمات مطار متهالك، أو حدوث سيل جارف بعد أمطار عادية متوسطة، أو في تنفيذ مشروعات رديئة بأرقام فلكية، أو في ظهور ثراء فاحش على موظف بائس بعد شهور قليلة من تولي منصب فاعل.

أعلم أن الكلام لن يُغيِّر شيئا كثيرا، وربما تغيرت أشياء، لكن علم العامة بها محدود جدا.

والأمل في الله عز وجل أن تنجلي هذه الغمة السوداء، وأن (تُقصقص) أجنحة هذا الوحش الكبير، حتى يغدو كسيحا ضعيفا يتلاشى عن الأنظار.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store