Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

1470 هجرية!

ملح وسكر

A A
في مثل هذه الأيام بعد 32 سنة، ستعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة لقاءها السنوي المعتاد، حيث يوافق ذلك التاريخ أواخر شهر سبتمبر 2048م (آخر الصيف وبداية الخريف). سؤال تردد كثيرا في الأوساط المهتمة بالتركيبات السكانية في مختلف مناطق الأرض، خاصة المسيحية منها بصفتها الأشد ثراء والأقوى منعة والأكثر ترابطا. في قلب هذا السؤال تعيش أوروبا المعاصرة خاصة الغربية منها، كما تعيش أمريكا الشمالية.

ماذا ستتضمن كلمات القادة الأوروبيين تحديدا؟ الجواب ينبع من شكل التركيبة السكانية في هذه الدول! وكيف ستؤثر تلك التشكيلة على الخارطة السياسية لكل دولة أوروبية، وللقارة بشكل عام؟ هل سيكون لثقل المسلمين السكاني دور حاسم في وقف الهجمة العنصرية التي يعاني منها المسلمون اليوم على مستوى العالم؟ أم سيتنكر رجال السياسة المسلمون لأصولهم العرقية ودينهم الحنيف، فيصبحون أوروبيين أكثر من الأوروبيين أنفسهم!

التجارب المعاصرة في البرلمانات المنتخبة تؤكد أن روح الإسلام لا تغيب عن صاحبها السياسي مهما ابتعد، كما أن أصول العروبة تظل أصيلة في نفس صاحبها العربي مهما تنكّب الطريق المستقيم! ولعلَّ لنا في الكتلة العربية داخل البرلمان الإسرائيلي مثلا، وبدون خوض في التفاصيل.

الديمغرافيا المستقبلية تؤكد أن المستقبل للمسلمين في أوروبا، وأنهم سيشكلون نسبة كبيرة في أمريكا الشمالية، وأن هذه الحقيقة غير قابلة للنقض، فكل الشواهد تقود إلى أوروبا مسلمة أو شبه مسلمة (بما في ذلك روسيا). وأن ثلاثين عاما ستكون كافية لتحقيق هذه الرؤية التي يراها الغرب قريبا، وربما رآها بعض المتأسلمين بعيدا.

في عام 1470هـ (2048م)، ربما وقف المستشار الألماني أو الرئيس الفرنسي أو رئيس الوزراء البريطاني (مسيحيا كان أو مسلما) ليشجب بقوة أي عمليات قتل وتشريد وتهجير في حق أي طائفة مسلمة أو غير مسلمة! لن تتكرر مأساة الشعب السوري أو الصومالي، ولن تتعرض أقليات مثل الروهينجا لعمليات استئصال وإبادة جماعية كما هو واقع اليوم على مشهد من قوى الاستكبار المسيحي حول العالم.

والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store