Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

المواطنة.. ولاء وانتماء

A A
غدًا الأحد نعيش عيد الوطن، ومباهج الاحتفال بهذا العيد المجيد، الذي يستوجب أن نستلهم فيه إنجازات 87 عاماً، استطاعت أن تضع المملكة العربية السعودية في مصاف الدول الكبرى، ولم يكن ذلك إلا بحنكة وحكمة قياداتها المتلاحقة، ودعم وجهد وتضحيات شعبها العظيم، وقيامه بدوره التشاركي مع الجهات الحكومية كافة على أكمل وجه، بعد أن كان لوطنه عيناً يرى بها أي قصور، ولساناً يدلي بكلمة الحق التي يكون الهدف منها البناء والإصلاح لأي معوج، كي يعيش حياة آمنة مستقرة، الذي لا يمكن أن تتم إلا بعد أن يكون سداً منيعاً أمام كل الظروف والمتغيرات البيئية المحيطة بها، وهكذا هو المستوجب أن يكون عليه المواطن تحت ظل قيادته التي تعمل تحت مظلة الحديث الشريف: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، هذه المسؤولية الشاملة ينضوي تحتها الكثير من الممارسات كالعدل والمساواة وتحقيق الرفاهية والأمن الوطني بكل مطالبه، والاستمرار في تهيئة تلك الحاجات لمواجهة كافة الظروف المحتملة، وحماية الوطن من العابثين والمخربين والمتهاونين، وكافة الممارسين لألوان الفساد، من الحريصين على أن تكون مصالحهم الخاصة فوق مصالح الوطن، وقمع كافة المحاولات التخريبية المتعددة الألوان والأوجه من الداخل أو الخارج، وخاصة في هذه المرحلة الزمنية التي تتعرض فيها بلادنا الحبيبة للكثير من الممارسات الحاقدة التي تتمثل في محاولات التشويه والتخريب المبرمجة، حتى أن الأمر لم يقتصر على مؤسسات الدولة فقط، بل تعدَّاه إلى مواطنيها من خلال ركوب مطايا بعض الحاقدين من أبناء الوطن، وبعض الوافدين الذين تخلّوا عن قِيَمهم ومبادئهم لأغراض خسيسة دنيئة، وهذا الأمر تحديداً يدعونا لطرح تساؤل عريض مفاده: في ظل تلك الممارسات الحاقدة التي يمارسها بعض الوافدين على بلادنا والمنتفعين بخيراتها تحت مظلة الحماية الأمنية لهم، وعطف ورعاية وحب المواطنين لهم، إلا أننا نجد أن بعضهم يحمل في داخله الكثير من سلوكيات الحقد والكراهية التي تتمثل في الكثير من الممارسات السلوكية المنحرفة التي يستهدف من خلالها المواطن قبل المؤسسات، مما يستوجب أن نلتفت لذلك الخطر المستتر، الذي قد يتحوَّل يوماً ما إلى داء عضال يفتك بالقريب والبعيد، وعلينا أن نتعامل مع هذا الأمر بحزمٍ وقوة، لتفادي ما يمكن تفاديه قبل وقوع الفأس في الرأس؟!.
وكم هو جميل أن تكون احتفالاتنا بعيدنا الوطني؛ ممارسات مفعمة بالحب، والالتزام بالخُلق الرفيع، بعد أن يتجلَّى ذلك في أمرين، أحدهما: الانتماء للوطن فِكراً، تُجسِّده الجوارح عملاً، من خلال حمايته والذود عنه وحماية كل ممتلكاته العامة والمحافظة عليها كونها ملكًا للجميع، ومحاربة كل مفسد وكل مخرب وكل متهاون بهذا الوطن، والكشف عن ممارساته، واستشعار الفضل في السابق واللاحق، ونبذ ونسيان عبارة (وأنا مالي).. وثانيهما: الولاء لقيادته -رعاها الله-، بصدق المبايعة وحسن الطاعة، هذا الولاء الذي يستوجب أن يبدأ اكتسابه وتنميته من الأسرة ثم المدرسة، ثم المؤسسة التي ينتمي إليها، ثم من المجتمع المحيط به بكافة مؤسساته، ولاشك بأن الولاء والانتماء لابد وأن يمتزجا ويتداعما لتحقيق الأمن الكامل للوطن بكل مكوناته.. والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store