Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

يوم استثنائي.. لوطن استثنائي

A A
* (حُبّ الوطن) غريزة كامنة في النفس البشرية، سَاكِنَة فيها، لا تحكمها المصالح، ولا تتأثَر أبدًا بأية عوامل، وحتى لو عانَى الإنسان في (وطنه)، أو اضطر للابتعاد عنه، فإنّ الحَنِين دائمًا يقوده إليه، فرسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، عند هجرته إلى المدينة المنورة، خاطب مكّة المكرمة قائلًا: (ما أطيبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأحبَّكِ إليَّ؛ ولولا أنَّ قومي أخرجوني مِنكِ ما سكنتُ غيرَكِ).

* (وكلّ إنسَان) فِطْرَتُه أن يَعتَزّ بـ(وطَنِه)، وأن يفخَر بماضيه، ويسعى جادًا لبناء مستقبله، فكيف إذا كان ذلك (الوطَن) الذي ينتمي له (استِثنائيًا)؛ فمنه انطلق النور المبين لهداية الناس إلى دِيْن رب العالمين، فهو مهد رسالة الإسلام التي جاء بها نبينَا عليه الصلاة والسلام، وهو حاضِن الحرمين الشريفين، وإليه يتَّجِه خمس مرات في اليوم (فَرْضًَا) أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم حول العالم.

* (وطن استِثْنائي) لأن تاريخه العريق صنعته (فقط) شجاعة وتضحيات أبنائه، الذين بتلاحمهم رغم اختلاف أطيافهم حافظوا على وِحدَتِه، وقادوا سفينته إلى شاطئ الأمن والاستقرار والتنمية والتطور الحضاري رغم تلاطم الأمواج في محيطه.

* (وَطَن استثنَائي) لأنه منذ تأسيسه وحتى اليوم جعل كتاب الله تعالى، وسنة نبيه محمد عليه -صلى الله عليه وسلم- شِرعَةً له ومنهاجًا، ولأنه الحاضِر الدائم في دعم الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، ولأنه الثابت في سياساته وممارساته التي تسعى إلى أَنْسَنَة هذا العَالَم، لتعِيْش شعوبه في أمَانٍ وسَلام.

* فحَقّ (المواطن السَعودي) أن يرفع هَامَتَه بـ(وطَنِه)، وأن يحتفِل بذكرى (يوم تأسيسه وتوحِيده)؛ ولكن ما أتمناه دائمًا أن تكون فعاليات ذلك اليوم استثنائية لتشمل: نقل رسالة ومنجزات وعطاءات وطننا للخَارِج؛ حتى لا نقِف عند حدود خِطَابِنَا لداخِلِنَا وأنفسنا، وكذا تكريم المبدعين، ومَن حققوا منجزات لوطنهم في مختلف المجالات، وكل المؤسسات الحكومية والخاصة، وهناك إطلاق برامج تطبيقية لتعزيز الروح واللحمة الوطنية، ومشروعات للتطوع وتنمية المجتمع.

* أخيرًا (اليوم الوطني) فرصة لكل مواطن ليُجدِّد ولاءه لـ(وطَنِه)، ولِيُراجِع ذاكِرَته حول ما قدّم على أرض الواقع لـ(بلاده) في ميادين إخلاصه في عَمَلِه ومسؤولياته، وفي كشف الفساد ورموزه، وقبل ذلك بمحافظته على أَمْنِهَا بالأفعال الصادقة التي تسبق الأقوال.

* كل عام والجميع بخير، ووطننا الغالي في أمنٍ واستقرار، وتنمية وتطور، في ظِل تلاحم شعبه مع قِيَادته المخلِصَة والرشيدة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store