اكتسى الوطن من جميع حدوده الجغرافية بوشاح الولاء والطاعة والحب، والذي يجعل ارتباطنا به وبأرضه وبكل ما يُشكِّله؛ ارتباطٌ فطري، يبدأ منه وينتهي عنده، لغة ارتباط فريدة واستثنائية في تفاصيلها، تغيب عنه، فيأخذك الحنين رغمًا عنك إليه، تعطيه من اهتمامك، فيمنحك العطاء الذي لا نهاية له، تشعر بالوحدة، فيتشكل لأجلك كل العالم؛ فيتلاشى هذا الشعور الغريب. وطن بكل الأوطان، قيادته رشيدة، وعنوانه الأمان، وثروته الحقيقة والتخطيط لمستقبلٍ قادر على تحقيق المستحيلات بعزيمة الرجال.
الوطن طائر سلام، أجمل قصيدة في دواوين الشعر، ابتسامة جميلة على ثغر طفل، السفينة التي تأخذك إلى ميناء أحلامك، أهازيج الفرح، قصة التاريخ الجميلة التي تروي تفاصيل تأسيسه، جدار الذكريات الذي كنا نرسم عليه أحلام طفولتنا، المدرسة التي تعلمنا فيها أبجدية اللغة، الأم الذي أنجبتنا، والأب الذي تولى رعايتنا، السماء التي تعلقت أنظارنا بنجومها المضيئة، الغروب الذي تبدأ معه البدايات الجميلة، صوت المطر الذي يبلل الأراضي القاحلة لينبت الزهر، وحقول السنابر الذهبية، هو الطريق الآمن لكل خطواتنا، وورقة التقويم المدون في سطورها أجمل العبارات لتهاني الوطن في اليوم الوطني، والذي احتفت به مملكتنا الغالية بذكرى اليوم الوطني السابع والثمانون، والتي أعلن فيها المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- توحيدها، وأطلق عليها اسم المملكة العربية السعودية، لتبدأ مسيرتها الطويلة مع قادتها، الذين تعاقبوا عليها، وحققوا لها الحضور والمشاركة العالمية في المحافل الدولية، والتي لفتت الأنظار لها، وتابعت مسيرتها النيِّرة في الداخل للبناء والعطاء، والتي تحققت معه الإنجازات التي طالت كل شبر في وطننا الغالي، مع الحرص على الاستثمار في أبناء وبنات الوطن.
رسالة...
عام يذهب، وآخر يأتي، وكل شيء فيك يزداد جمالًا يا وطني.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
