Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

توديع عام واستقبال آخر.. لابد من المراجعة

A A
ودعنا عامًا واستقبلنا آخر جديدًا وهذا يتطلب منا المراجعة والاستشراف.. المراجعة لكل ما تم وما لم يتحقق خلال العام الذي نودعه وذلك لا يتحقق إلا إذا كان لدينا خطة وعلم تام بكل البرامج والمشروعات التي كانت على جدول أعمال العام ويكون موثقا وأننا سننظر في كشف الحساب في آخر العام وفق الجدول الزمني المعد مسبقًا والخطط التنموية للمشروعات التي وضعت على جدول أعمال السنة.. وذلك أيضا يتطلب الإفصاح والشفافية وعلم المسؤول أن كل عمل مناط به سيخضع للتقييم في آخر المدة المحددة سواء آخر السنة أو قبل أو بعد، المهم أنه سيكون هناك مراجعة ومحاسبة ومكافأة عندما يتم الإنجاز كما ينبغي.

وأهمية المراجعة تكمن في الوقوف إلى أين وصلنا في تحقيق الوعود وعلى سبيل المثال كم مدرسة بنيت وكم سرير في مجال الصحة استحدث وكم من المشروعات متعثر وكم تقدر أضرار التعثر على المجتمع والاقتصاد الوطني وكم من أبواب الفساد الإداري أغلق من خلال المراقبة والتصدي للتجاوزات.. هذه أمثلة للتدليل ليس غير والقائمة تطول. وأهمية وفائدة المراجعة أيضًا أن تتم في وقتها قبل أن تتعرض القضايا للنسيان وذهاب مسؤول وقدوم آخر ويصبح ذكرها مجرد عتب على الماضي بما له وما عليه وقد تتكرر لان العلاج لم يتم بالطرق الصحيحة.

في مجال الاستشراف لدينا أمور كثيرة وكبيرة تحتاج لتفكير ومشاركة حتى يكون المجتمع والمسؤول على نفس الصفحة ونفس الموجة كما يقول المثل.

التخصيص على رأس قائمة المشروعات المستقبلية ولما له من أهمية وأثر على التنمية بكل جوانبها، فإن الحوار والشفافية أصبحا ضرورة ملحة فلا يجوز مثلا أن نسمع عن تخصيص نسبة من شركة أرامكو عن طريق وسائل الإعلام الخارجية في حين أن إعلامنا في حالة صمت والاستشراف في هذا المجال أنه سيكون هناك حوارات أفضل للمعرفة والمشاركة في كل الحلول المنتظرة لمعالجة شؤون المجتمع لرفع الوعي ولحشد مشاركة المجتمع بكل عمل إيجابي لأن الوطن واحد والهموم مشتركة ومن شأن الجميع. وهناك قطاعان يتوقع أن تقوم الوزارات المعنية بتحقيق تقدم يزيل العقبات التي تعيق تقدمها ومواكبتها والاستفادة منها.. الأول قطاع النقل بكل جوانبه من طيران ومطارات وموانئ وقطارات ونقل عام في المدن وتحسين الصيانة والاستراحات على الطرق السريعة. والثاني مجال السياحة الذي سمعنا وعودًا خيالية ولكننا لم نر شيئًا ملموسًا بعد والمتوقع أن السنة الجديدة ستشهد إنجازات واستثمارات تليق بإمكانيات الوطن الذي يزداد اهتمام العالم بما يحصل به. وأي استشراف للمتوقع في العام المقبل سيعتمد على الاقتصاد وآليات تشجيع الاستثمار محليًا ومن خارج الحدود بمرونة تمكنه من النجاح. والاستشراف الأهم أننا نعيش في عالم متغير وعلينا كأفراد ومجتمع أن نعيش مع العالم وليس خارجه كما هي دعوات بعض من لازال ينظر للمرأة أنها ناقصة رغم كل ما تحققه من إنجازات متميزة.

إن الحلم الوطني الكبير مدني وتحقيقه يتطلب التطوير لمنفعة الجميع وكما هو التحول القادم شبابي النزعة والهوى فإن الشباب هم من سيصنع المستقبل ويتكيف مع متطلباته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store