* بعض القيادات في المؤسسات الحكومية عندما تجلس على كرسي المسؤولية، تطالب بـ(الوقت) قبل أن تُقَدِّم حِرَاكًَا فاعلًا؛ بحجة التعرف على واقع المؤسسة قبل النظر في تفاصيل مستقبلها.
* تلك المُهْلَة تبدأ عادة بـ(100 يوم)، وقد تطول عند طائفة من المسؤولين لسنوات، وربما لا نهاية لها عند بعضهم، أما مَن زعم زوال جهله بإدارته، فسيطلب وقتًا إضافيًا، وهذه المَرّة بذريعة القيام بدراسات لرسم السياسات المستقبلية، التي ستحضر معها مكاتب استشارية تقبض الملايين، وهكذا تتوالى الأيام والسنون وأولئك المسؤولون يُسَوِّفُون دون أن يُحَرِّكوا ساكنًا، والمؤسسة تبقى جامدة على حالها أو على (طُمَام المرحوم كما يقولون).
* تلك الحالة أصبحت بمثابة القاعدة السائدة، التي تعوَّدنا عليها لدى بعض المسؤولين، ولكن (معالي الأستاذ تركي بن عبدالمحسن آل الشيخ)، المستشار بالديوان الملكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة كان النموذج الأبرز والصادق في كسْر تلك القاعدة القاتلة.
* فخلال أسبوعين من تعيينه وقراراته التصحيحية تتوالى صباحَ مساءَ حتى وصلت لأكثر من (25 قرارًا مفصَليًا) حسمت الكثير من الملفات العالقة، كالإفادة من مواهب مواليد السعودية في الجانب الرياضي؛ ومعالجة المشروعات المتعثرة، وتحويل بعض القضايا المزمنة إلى الجهات الرقابية المتخصصة، وتحسين بيئة الملاعب، وإعادة هيكلة المسابقات الرياضية.. إلى غير ذلك من القرارات، التي ما يمَيزها أيضًا تأطيرها بزمن تنفيذ محدد لا يتجاوز (30 يومًا) من صدورها.
* وبتلك الخطوات الجريئة قفَز (آل الشيخ) الشاب النشيط على الأنظمة الروتينية، وكان مبادرًا وقويًا في قرارته التي زادت من مساحات التفاؤل بمستقبل أفضل للوطن وأبنائه في الميدان الرياضي.
* (قرارات تركي آل الشيخ) السريعة والجَادّة كانت حديث المجتمع، وهناك مَن نادى باستنساخ تجربته، وتعميمها على عدد من الجهات الحكومية الخاملة في بعض المجالات؛ لعل الحياة تتَسلّل إلى شرايينها المنهكَة؛ ولاسيما والوطن ينهض بمستقبله بالتحول الوطني 2020م، ورؤية 2030م، وكلاهما يتطلبان قيادات شابة وفاعلة، لا تَتَثَاءَب أبدًا في عملها وطموحها؛ والوطن غَنِيٌ بشبابه المؤهل والمتحمس لخدمته، ولكنه فقط ينْتظِرُ الفُرصة والدّعَم ثمّ الدّعم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
