Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

الرابطة: أكبر من شجبها واستنكارها!

A A
* رابطة العالم الإسلامي أنشـئَت في مايو 1962هـ، باعتبارها منظمة إسلامية شعبية عالمية جَامِعَة مقرها مكة المكرمة، تُعنى بإيضاح حقيقة الدعوة الإسلامية، ومدّ جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع.

* (الرابطة) منذ تأسيسها قبل 55 عامًا تقريبًا وحتى اليوم تولى أمانتها العامة (ثمانية) من القَامات القيادية والعلمية الكبيرة، بداية من (الشيخ محمد بن سرور الصبان رحمه الله)، وصولًا إلى الأمين الحالي (معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى)؛ وبالتأكيد كلّ أولئك مع فِرَق العمل اجتهدوا جدًا في محاولة الوصول لأهداف الرابطة؛ بحسب ما امتلكوه من إمكانات، وما تبنوه من رؤى وخطط!

* وهنا مع التقدير لكل أولئك، وشكرهم على ما حققوه من عطاءات؛ إلا أنّ القارئ الفاحص للرابطة ومناشطها، سيجد أنها تعاني من أمورٍ أَثّرَت سلبًا على جهودها، وقَلّصَت من مساحات نجاحاتها المتوقعة، ومنها:

* (التّرَهُـل)، من حيث عدد الهيئات والمجالس والمراكز التابعة لها؛ وكان نتيجة ذلك أعباء مالية كبيرة، وتشَـتيت للجهود أدّى إلى ضعفها أو فقدانها؛ حتى أن بعض الهيئات لا أثـر لها على أرض الواقع!

* (الغَـرَق)، فـ(الرّابطة) يبدو أنها قد غَـرقت في كثرة المهام المناطة بها؛ التي تنوعـت بين (الدّعوة، والفتوى، والفقه، والتربية، والإعلام، والثقافة، والاقتصاد، والمساجد، والحوار مع الآخـر والإغاثة... إلى غير ذلك من الواجبات)، التي جعلت مسؤوليها في حالة حِـيـرة أو تَوَهَان في إدارة ملفاتها، وكان طغيان بعضها على غيره!

* (التنظير): فهو الأبرز في مشروعات وفعاليات (الرّابطة)؛ حيث التركيز أكثر على الدراسات والأبحاث، والمؤتمرات والندوات الخارجية ذات التكاليف الكبيرة، في ظِـلِّ محدودية الأخذ أو العمل بتوصياتها، وتحويلها إلى برامج عَملِيّة تطبيقية؛ إذ يموت المؤتمر أو الندوة بمجرد تلاوة التوصيات!

* (الشّـجب والاستنكار): فهما الأبرز في تعامل (الرابطة) مع ما يتعرض له المسلمون حول العَالَم من اضطهاد وقتل وتشريد، ولعل أقرب الأمثلة موقفها القريب من أزمة إخواننا الروهنجيا في ميانمار؛ بينما كان الأمل أن تكون (الرابطة) حاضرة في المشهد سياسيًا وإغاثيًا وإعلاميًا!

* أخيرًا (رابطة العالم الإسلامي) مهمة في حَمْـل لواء الإسلام وقضاياه، فهذه دعوة لمعالي أمينها العام (الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى)، وهو الخبير في التطوير الذي ظهرت بصماته في وزارة العَـدل السعودية عندما كان وزيرًا لها؛ لإقامات ورش عَـمَـل تُـقَـيّـمَ تجربتها، وتجَـدّد مساراتها ودماءها بما يواكب الواقع ومعطياتها، وبما يجعلها أكثر فاعليّـة في خدمة الإسلام وأهله، أما (مؤتمر رابطة العالم الإسلامي.. الواقع واستشراف المستقبل) الذي عقد في يوليو 2010م؛ فكان في أغلب توصياته مُلَمِّعًا لماضي وواقع الرابطة، بعيدًا عن تشخيصه بشفافية تنشد مستقبلًا أفضل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store