Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سعيد محمد بن زقر

بوسة وبسبوسة

A A
قصدت عنونة مقال اليوم بعبارة محملة بالظرف الشعبي، لاستخدامها في مفهوم رد الاعتبار للمواطن، فرد الاعتبار فضيلة يجب أن نتحلى بها مثلما ينبغي ألا تغيب عن ممارساتنا الحياتية وتعاملنا اليومي، فقد يحدث أن تخطئ مصلحة حكومية ما في حق مراجع أو مراجعة، ثم يسأل المراجع أو المراجعة عن الإجراء المناسب ضد من تعدى أو أهدر الوقت أو أضر بالمصالح والأعمال.

من المعروف أن النظام أصلاً سُنَّ لصالح المواطن، ولكن لأن الإجراءات الإدارية في نظره تحول دون الشكوى فإن تردده يخلَّ أحيانًا بمبدأ محاسبة الموظف العام المخطئ. وبعض الموظفين لا يدرك أهمية خدمة المواطن أو المراجع، فيقوم بما يشبه فرض عقوبة عكسية على المراجع، وبسهولة بضغطة على زر في لوحة المفاتيح، أو باتصال هاتفي على زميله، وغالبًا تتم وفق تقديرات شخصية يفترض فيها الموظف بأن ذلك من صميم صلاحياته وهو في النتيجة لن يخسر الكثير ولا مديره ولا الجهة التي يعمل بها ولا أي شخص آخر، فقديمًا جاء في الأثر (من أمن العقوبة أساء التصرف)، هذا لا يعني التعميم ولكن حين يمعن الموظف في التجاوزات فإنه يلحق عن عمد الضرر بالمراجع سواء بحجب الخدمات عنه أو التشهير به أو بفرض غرامة مالية عليه قلت أو كثرت. وهو تصرف يضر المواطن في ماله وأكل عيشه أو يتجاوزه ليضر الاقتصاد الوطني من خلال التأثير سلبًا بأداء المنشأة التي يعمل بها، على أن تهيب المراجع من الخوض في إثبات حقوقه النظامية، يشجع الموظف على الجرأة على المراجع.

وليس ثمة حل إلا بتسهيل إجراءات تصحيح الخطأ، ورد الاعتبار للمواطن وفق آلية سريعة سواء بالهاتف أو بالضغط على زر الكمبيوتر ومعها (بوسة وبسبوسة) إن شئت. ولقد بادرت بعض الوزارات مشكورة بتسجيل المحادثات بين الموظف والمراجعين وهذه خطوة أثبتت وجود وسائل لرد الاعتبار لمن نُخطئ في حقه، ففي نهاية المحادثة يطلب من المراجع تقييم المحادثة هذا مما سينعكس إيجابًا على الفرد وعلى الأداء وإنتاجية الموظف العام، كما ينشر روح العدل ويعزز الطمأنينة ليس للمراجع فحسب وإنما للموظف العام أيضًا أيًا كان موقعه، وفي تجارب بيئات أخرى تتوفر وسائل تجعل موظف القطاع العام يدرك بأن خطأه سيكون له كلفة وثمن، وأن الرد سيأتي سريعًا، وهو ما يدفعه للمبادرة لرد الاعتبار للمواطن بالاعتذار أو بعدم تجاوز النظام.

هذا يعني ضرورة تفعيل وسائل نظامية وإدارية وقضائية للحد من الأخطاء المتعمدة من موظفي القطاع العام، من حيث العقوبة اللازمة حتى يحسب الموظف العام ألف حساب قبل اتخاذ أي تدبير أو قرار، فتطبيق النظام يدفع الموظف لتقليب الخيارات قبل أن يقع بالخطأ، على أن تسهيل إجراءات معاقبة المخطئ ستجعل التعامل بين موظف القطاع العام والمراجع سهلاً ومناسبًا ومتسقًا، ولا عجب أن يسارع أحدهما بالاعتذار متى أخطأ في حق الآخر، مع رد الاعتبار له، مع (بوسة وبسبوسة).

أختم بتنويه واجب: أقدم فيه صادق المحبة مع التماس العذر من الأخ الصديق أحمد وأسرة السفير حمزه غوث سفير المملكة السابق بإيران، ومعاون أمير المدينة المنورة في رمضان 1344هـ، بشأن ما ورد عن السفير حمزه بمقالي المنشور الاثنين 25-9-2017 بشأن مذهبه، شاكرًا لهم تصحيحي بتصويب المعلومة عنه فلهم العتبى حتى يرضوا وعتبي الأكبر على مصادري.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store