أول زعيم أمريكي ينصح من تخوفه من الإسلام كان الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون عندما قال (إن دورنا المنوط بنا هو تأخير خروج المارد الإسلامي من قمقمه). وزير خارجية فرنسا الأسبق ينصح أيضا بقوله (إن الخطر الحقيقي الذي يهدد الغرب بشكل مباشر وعنيف هو الإسلام) ويقول: (إذا تهيأت للمسلمين سبل الإنتاج الصناعي فإنهم سينتقلون إلى العالم يحملون تراثهم الحضاري الثمين وسينتشرون في الأرض ليزيلوا الحضارة الغربية).
العديد من الغربيين يعتقدون أن أوروبا ظاهريا تعتبر قارة مسيحية والخوف أن تنهار أوروبا بخطى متسارعة مقابل صمود القيم الإسلامية.
أوردت الكاتبة القديرة إحسان الفقيه، في مقال سابق لها العديد من أقوال الزعماء الغرب وكبار الساسة وبعض المستشرقين، مؤكدة أن الغرب يعلم قوة الإسلام وبأسه الشديد ويعرف قوة المسلمين إذا أخذوا زمام أمرهم واستغلوا قوتهم الكامنة، ولكن الغريب أن أكثر أبناء أمتنا الإسلامية لا يدركون قوتهم وما هم قادرون على فعله.
وينسب إلى قائد قوات حلف الناتو في آسيا كلارك القول: من يظن أننا خرجنا إلى أفغانستان انتقاما لأحداث 11 سبتمبر فليصحح خطأه.. بل خرجنا لقضية هي (الإسلام)، ولا نريد أن يبقى الإسلام مشروعا حرا يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام.. بل نحن من نقرر لهم ما هو الإسلام. إن على المسلمين أنفسهم أن يدركوا أنهم أحد أسباب هذا التخوف والرعب من دينهم الإسلامي فلو طبقوا الإسلام بتسامحه وقبوله للآخر والتعامل بالحسنى لما لفتوا انتباه الغرب نحوهم.
لقد أصبحت الراديكالية التي نشطت في العقود الأخيرة مصدرا قويا لكل هذه المخاوف والدعوة لإقامة دولة خلافة موحدة تحكم بالشريعة وهو ما لا يمكن للغرب احتماله، ومما يزيد الأمر سوءا غياب الوسطية في الإسلام التي طبقت بالفعل في القول والعمل.. ونحن أمة الوسط، يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)، وعودا على بدء من مخاوف الغرب من الإسلام والمسلمين فإن السبب الجوهري يعود في نهاية المطاف ليس إلى الإسلام كدين فحسب بل إلى الراديكالية والتطرف، وهذا مصدر الرعب الذي لا يهدد الغرب وحده بل المسلمين أنفسهم فضلا عن غياب منهج الاعتدال والوسطية فلا غرو لو أرعبهم الإسلام بالفعل (وللحديث بقية).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
