Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

الشروع في تنفيذ مخططات التفتيت الغربية

A A
جاء الاستفتاء الكردي غير الرشيد لحق تقرير المصير في توقيتٍ حرج وأشد ما تكون المنطقة فيه حرجًا وأقل ما تكون فيه استقرارًا بالنسبة للبقية الباقية من دول المنطقة، الاستفتاء المشار إليه جرى الأربعاء الماضي بأقاليم كردستان العراق، وأدى ذلك الاستفتاء اللا دستوري إلى ردود فعل قوية من دول الجوار وأهمها تلك، التي يصل طول الحدود المشتركة بينها وبين كردستان العراق آلاف الكيلو مترات، ومنها تركيا وإيران وسوريا، ضاربًا عرض الحائط بالنتائج الوخيمة المتوقعة، لكن سرعان ما جاء الرد سريعًا، كمثل قيام مناورات عسكرية تركية إيرانية على حدود كردستان.. وتحمل تلك المناورات نذير حروب إقليمية قد تندلع في المنطقة بسبب انعكاساتها على القضية الفلسطينية، وتعتبرها تركيا تطورات سلبية على تركيا، وتحولها إلى مسألة وجود وليس معركة حدود.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدَّد بالعقوبات الاقتصادية القاسية ضد حكومة إقليم كردستان، كما هدد بإغلاق المجال الجوي أمام الطيران المدني الكردي فوق بلاده، وقام بالتوجه إلى طهران بهدف التنسيق، فالأمر يمس الدولتين على حدٍّ سواء، كما لم يفت أردوغان أن يشير إلى مثل هذا التصرف المنفرد وما وراءه من تعاون خفي من القيادات الكردية مع إسرائيل منذ ستينيات القرن الماضي، أوليس من المستغرب أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو المسؤول العالمي الأوحد، الذي أعلن تأييد بلاده للاستفتاء؟، فليت شعري لِمَ لا تقوم حكومته الصهيونية بإعطاء الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير؟!

من الواضح أن متابعة مستجدات المنطقة تُؤكِّد بلسان الحال- قبل لسان المقال- أن التغيرات الجيوسياسية والديموغرافية الجارية في المنطقة ليست خبط عشواء، بل هو تنفيذ للمخططات الغربية- الصهيونية- الصليبية، التي تهدف إلى إعادة هندسة المجتمعات العربية والإسلامية، لتبقى أبد الدهر تابعة للغرب، وأنه ليس لنا من مخرج إلا إذا عملنا بقول الله تعالى: (إن الله لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيِّروا ما بأنفسهم)، فلتتحد أمة الإسلام على كلمةٍ سواء، لتُواجه تلك المخططات الغربية- الصهيونية- الصليبية.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store