Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

ضعوا على قبر المعلمإكليلاً من الزهور!!

A A
• من عجيب وغريب الاتفاق أن يوم 5 أكتوبر الذي يحتفل فيه العالم بيوم المعلم، يسبق يوم احتفال العرب بانتصارهم في حرب 73 بيومٍ واحد، وهو اليوم الذي يتم فيه وضع أكاليل الزهور على قبر (الجندي المجهول) تكريمًا لمن ضحّوا بحياتهم من أجل أوطانهم.. ولو كانت ثقافتنا تسمح بمثل هذا الفعل لطالبت باستبدال (الكلمات المتهافتة) التي نسمعها في يوم المعلم؛ بوضع إكليل من الزهور على قبر (المعلم المجهول)، كتكريم لهذا (الجندي) الذي لم يعد يعاني من متلازمة أمراض التعليم المعروفة (السكري، الضغط، الزهايمر) فحسب، ولا حتى من ضعف مكانته الاجتماعية.. بل بات يشكو ما هو أشد مضاضة، ألا وهو ظلم ذوي القربى، الذين يبدو أنهم صاروا يتلذذون بظلمه، رغم أنه أهم أركان العملية التعليمية على الإطلاق.

• لا أفهم كيف يمكن دخول معركة بجنود محبطين، وكيف نتجاهل تحفيز (الجندي المعلم) في معظم خططنا التطويرية، خصوصا معلمي المراحل المبكرة؛ الذين يتم اختيارهم بعناية في الدول المتقدمة تعليميا، حيث تتم مفاجأتهم في 5 أكتوبر من كل عام بالمزيد من التقدير والصلاحيات والمميزات المالية والحقوقية، أملًا في دفعهم نحو مزيد من التطور والعطاء، بينما نجد هذا اليوم في ثقافة معلّمينا أشبه ما يكون بيوم بؤس النعمان بن المنذر!.. فالأمر لا يتعدى (شوية كلام) مكرور تتناقله المدارس (نسخ ولصق) لتبثه عبر الإذاعات المدرسية صباح ذلك اليوم و(شوية شعر) من نوعية (قم للمعلم وفّه التبجيلا) يعرف المعلم (المنشغل بحسابات تقاعده) أنه لن يُغيِّر من الواقع شيئًا، غير (تقليب) المواجع!.

• لن أدخل بكم في مقارنات مؤلمة عن وضع المعلم في بلدان العالم الأول، فهذا أمر صار معلومًا للجميع.. لكنني من باب الأمانة أقول: إن التحسين المنشود لتعليمنا لن يكون إلا بوضع المعلم في قلب عملية التطوير، ورفع روحه المعنوية قبل رفع الوصاية عنه.. فتطوير البشر لا يفرض من الخارج، بل لابد أن ينبع من الداخل خلافا لكل أنواع التطوير الاخرى.

• أكرموا المعلم.. امنحوه الثقة.. حرروه من التسلط.. ارفعوا روحه المعنوية كي يُطوّر قدراته إن أردتم تطوير التعليم.. إن لم تفعلوا هذا، فأرجو أن تضعوا على قبره إكليلًا من الزهور!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store