Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

هيكل والسادات

A A
ضمن قراءاتي الأخيرة إعدادًا لكتابي الجديد عن قضية الحذاء في العقل العربي، عدتُ مجددًا لقراءة كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل (خريف الغضب)، الذي كشف جزءًا من العلاقة المُعقَّدة بينه وبين السادات. ورغم أن هيكل هو مَن ساند السادات لترسيخ شرعيته في الحكم، فقد اختلفت طبيعة علاقته مع السادات، حيث أراد أن يكون شريكًا حقيقيًا للسادات، بينما لم يكن يستريح لهيكل، ولكنه كان في حاجةٍ إليه، فأبقاه حتى أمَّن له الحكم، واستتبت له السلطة.

** **

كان السادات، كما يقول الصحفي المصري محمد حماد، يشعر بالدونية تجاه هيكل، ولم يُقصِّر هيكل في ترسيخ هذا الشعور داخله خلال فترة عبدالناصر، لذا فلم يكن يرضى -خاصة وأنه شارك في صناعة شرعية السادات في أكتوبر 1970، وأصبح مهندس تكريسها في مايو 1971، ثم صاغ أساس الشرعية الجديدة في أكتوبر سنة 1973، بعدما أطلق على السادات: «صاحب قرار أكتوبر العظيم»- إلا بأن يكون شريكًا في الحكم.. أو أن يحمل عصاه ويرحل بعيدًا في الظل.

** **

رحل هيكل بالفعل، خاصة بعد أن ترك قبل ذلك بسنوات رئاسة تحرير جريدة الأهرام.. لكن السادات لم يكتفِ بذلك، بل أراد أن يقتلع هيكل من الذاكرة العامة، وأن يمحو كل دور له، لذا كان هيكل ضمن حركة الاعتقالات التي طالت رموز العمل السياسي والصحفي الذين أمر السادات بحبسهم مع الآلاف التي امتلأت بهم ساحات السجون في عام 1981 فيما سُمِّي بحملة سبتمبر الشهيرة.

#نافذة

تلاقينا واتفقنا واختلفنا كثيرًا، وظللنا أصدقاء، حتى جاءت حرب أكتوبر 1973 وانتهت، ثم تباعدت زوايا الرؤية، لأن الرجل وجد بعد حرب أكتوبر أنه يستطيع تأسيس شرعية مختلفة تصدر عن مرجعية مختلفة.

محمد حسنين هيكل

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store