Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

وفه التبجيلا

A A
احتفل العالم يوم الخامس من أكتوبر بالمعلم في تظاهرة حضارية تُعزِّز دور المعلمين من الجنسين بدورهم المحوري في تنمية شخصية الطالب وبناء جيل جديد يحمل قيمًا ترتكز على ماضيه وتتواءم مع حاضره وتدعم مُستقبله، حدث هذا ونحن نعيش لغطًا غير مُبرَّر حول المعلمين في وطننا، حيث واجهوا ولا زالوا سيلاً من تُهم التشكيك في أدائهم لرسالتهم التربوية، في الوقت الذي يبذل الكثير منهم قصارى جهدهم في الرُّقي بالحقل التعليمي على الرُّغم من الإمكانات المادية التي قد تصل إلى حَد العَدَم في بعض المدارس، ناهيكم عن المناخ الطارد الذي لا يخفى على أحد في الميدان جرَّاء عدم التحفيز وقصور التأهيل أثناء الخدمة عن تلبية رغبات المُتطلعين للتطوير والبحث عن كل جديد في مجال تخصصاتهم العلمية، والوقوف على أحدث ما توصل إليه الفكر التربوي في جانبه المهني.

لقد أحدثت زوبعة التشكيك في المعلمين ردّة فعل سلبية عند الكثير من المُنتمين للحقل التربوي، فلا جهود مُقدَّرة من مراجعهم تُذكر، ولا رأي عام يرحم واقعهم، ويمنحهم بعضًا مما يستحقونه، ولا أمل يلوح في الأفق للدفاع عن حقوقهم المعنوية المُهدَرة، ومع كل هذا التجاهل يُطالَبون بعمل المُستحيل لأداء مهامهم المُنوطة بهم في تعاطٍ غير موضوعي، تَبَلْوَر سلبيًا في الحفل الذي أقامته الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض -للاحتفال باليوم الوطني وتدشين عددٍ من المشروعات التعليمية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض الذي صرَّح قائلاً: نرفض الإساءة لمعلمينا، ومكانتهم عالية وهم على الرأس دائمًا-، حيث صدرت «أصوات» غير تربوية من جمهور الطلبة الحاضرين، الذين قابلوا إعلان اسم وزيرهم باستهجان، جعل المسؤولين يتبادلون النظرات، في إشارةٍ إلى التعبئة السلبية لمصدر هذا السلوك الشائن؛ الذي يتنافى مع أبجديات التربية في جانبيها التنظيري والعملي.

إن إعادة هيبة المعلم أمرٌ لا يحتمل التسويف؛ إذا ما رغبت الوزارة والمُجتمع أن نرتقي ونُحقق مكاسب علمية وعملية في المحيط الإقليمي والدولي، ونصنع لنا مكانة لا تقف عند التأثر فقط بقدر ما تتجاوزه إلى التأثير، فبدون إكرام المعلم لا يُمكن تحقيق التقدُّم، وبلا محافظة على كرامته لا يستطيع أن يُبدِع، فهل نستوعب ذلك، أم نواصل تهميشه؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store