Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

ملك المعرفة

A A
· شرفت جامعة موسكو السبت الماضي بمنح شهادة الدكتوراه لخادم الحرمين الشريفين؛ خلال زيارته التاريخية لموسكو.. هذه الشهادة التي جاءت من إحدى أعرق وأقدم الجامعات في روسيا، هي شهادة مستحقة بكل تأكيد حتى وإن كانت فخرية، ففضلاً عن دوره المميز في السلم العالمي ومكافحة الإرهاب؛ فإن من يعرف الجوانب المعرفية والثقافية في شخصية الملك سلمان؛ المثقف والمؤرخ والمحب للقراءة منذ نعومة أظفاره، يدرك أن جامعة موسكو لم تجامل أبداً، بل منحت شهادتها لصانع سلام ومثقف حقيقي؛ ربما فاق في معرفته كثيراً من مانحيه الشهادة.

· الدكتوراه الفخرية -التي تختلف معايير منحها من دولة لأخرى بل ومن جامعة لأخرى- ليست كلها تعبيراً عن الشكر أو رد الجميل، بل تمنح أيضاً للأشخاص وللجهات ذات الإنجازات العلمية أو الثقافية المميزة، خصوصاً إن لم يكن (المُكرّم) أكاديمياً.. وقد تم منح هذا اللقب للكثير من الشخصيات العالمية التي خدمت المعرفة الإنسانية، والملك سلمان أحدهم بالتأكيد.. ففضلاً عن دوره السياسي المعروف، عُرف الملك سلمان بشغفه بالقراءة منذ الصغر، وحبه للتاريخ والأدب وعلم الأنساب، فهو مؤرخ منصف وباحث دؤوب، يرتكز على مكتبة خاصة تحوي نحو 120 ألف مجلد، فضلاً عن دعمه للكثير من الكراسي البحثية المتخصصة، وتشجيعه للباحثين وتلمسه لاحتياجاتهم.. كما عرف -يحفظه الله- باطلاعه المستمر على كل ما يكتب في الصحف اليومية وتواصله الدائم مع الكتّاب الذين يتصل بهم شخصياً للنقاش وإيضاح رأيه حول ما يكتبون.

· منح الشهادات الفخرية ليس تكريماً من طرف واحد كما قد يعتقد البعض، بل هو تكريم متبادل بين الجهتين؛ وعندما قلت في بداية المقال إن جامعة موسكو قد شرفت بهذا الأمر، فلإدراكي أن المؤسسات المانحة تفتخر بانضمام الشخصيات الممنوحة إليها كأعضاء، فقيمة الدكتوراه الفخرية ليست بقيمة المانح فقط، بل وبقيمة الممنوح أيضاً، لذا تحرص الجهات المانحة على استقطاب شخصيات (استثنائية) في مجالات عطائها العلمي أو الإنساني، شخصيات مشهود لها بالعطاءات النوعية، والإنجازات الرفيعة، وهذا ما ينطبق بكل تأكيد على شخصية الملك سلمان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store