Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

اليوم العالمي للمعلم 2017

A A
يحتفل العالم أجمع في الخامس من أكتوبر من كل عام، منذ عام 1994م، بيوم المعلم، ويعطى ذلك اليوم اهتمامًا بالغًا بمناسبة توقيع اتفاقية توصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية لعام 1966م بشأن أوضاع المعلمين الذين احتفل العالم في العام الماضي بالذكرى الخمسين لتوقيعها، وتُمثِّل هذه التوصية الإطار المرجعي الرئيس للنظر في حقوق المعلمين وتحديد مسؤولياتهم على الصعيد العالمي.

وشعار هذا العام يتمحور حول موضوع: «تعزيز حرية التدريس، وتمكين المعلمين»، وذلك تأكيداً لقيمة المعلمين بوصفها أولوية رئيسة في كل إستراتيجيات التنمية المستدامة.

للمعلم في بلادنا دور كبير خصوصاً في تنشئة النشء، وبلورة أفكارهم، وتنمية قدراتهم الفكرية والبحثية والإبداعية، والعمل على تخريج دفعات من الكفاءات العلمية الشابة المميزة التي يمكن أن يُعتمد عليها في مسيرة التنمية التي تعيشها بلادنا، ولذلك لن نرتقي أو نصل إلى أهدافنا الطموحة والمرجوة إلا بالعلم والتعلم على يد هؤلاء الأساتذة الأكفاء من ذوي القدرات والهمم العالية للوصول إلى غايتنا من تحقيق الرؤية الشاملة للمملكة في عام 2030م بإذن الله.

وحتى نحقق جزءاً من شعار هذا العام وهو «تمكين المعلمين» من أجل رفع درجة الأداء والتحصيل العلمي الجيد لأبنائنا الطلاب، لابد أن نُكرِّم هؤلاء المعلمين ونُقدِّم لهم كل ما يرفع المعاناة عن كاهلهم من منغصات الحياة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي يمر بها العالم أجمع، وتنعكس آثارها السلبية على قضايا كثيرة ومن ضمنها القضية التعليمية.

إذن، ماذا يريد معلّمونا حتى نرتقي بدرجة الأداء لديهم، ونُحفِّز الكثيرين منهم لتطوير التعليم ورفع درجة البذل والعطاء لديهم.. إن جلّ ما يريده المعلم هو التقدير والتكريم من الجهات الإشرافية العليا حتى يشعر بأن له قيمة ومكانة عالية بين بقية موظفي الدولة، كما يطمح المعلم أو المعلمة في وجود تأمين طبي له ولأولاده، حتى نضمن له راحة البال والبعد عن دوامة ارتفاع تكاليف الكشف والعلاج، وتصاعد أسعار الأدوية، ومراجعة المستشفيات، وإزالة كل ما يؤثر عليه نفسيا ويُخفِّض لديه حافز الأداء، كما يأمل المعلمون والمعلمات أن يكون هناك تكريم سنوي للمعلمين المميزين منهم، والمتقاعدين المشهود لهم بحسن الأداء، ويكون هذا التكريم في فناء المدرسة في جمع كبير من الأبناء، ويقدم هذا التكريم من قبل المميزين من الطلاب لأساتذتهم الأجلاء.

قليل من الاهتمام بالقضية التعليمية، والممثلة في تكاملية منظومة العمل، التي لا يمكن أن نأخذ بجزء منها ونترك الباقي مثل: استبدال المدارس القديمة بمدارس حديثة جيدة التهوية، والتخلص من المباني المستأجرة. والاهتمام بصحة الطالب بتوفير المأكولات الجيدة، والمقاصف النظيفة، والعمالة المدربة للحفاظ على بيئة مدرسية خالية من التلوث. وتطوير الأنشطة اللاصفية لممارسة النشاط البدني الذي يمثل جزءاً مهماً وركيزة من ركائز التعليم.

التعليم في بلادنا يحتاج إلى جهود جبارة للنهوض به من كبوته، وهذه الجهود تبدأ من مدير المدرسة والعاملين فيها حتى الوصول إلى قمة الهرم معالي الوزير في مراجعة الخطط والمناهج وكل ما يهم الطالب والمعلم، حتى نرتقي ونصل إلى الهدف المنشود، كما حدث في دول متقدمة مثل: سنغافورة، وماليزيا، والدول الإسكندنافية، وغيرها، وهذا يمكن تحقيقه بجهود المخلصين من الرجال والنساء في مستويات التعليم المختلفة. قليل من الدعم المادي والمعنوي سوف يصنع المستحيل. وفق الله العاملين المخلصين لما يحب ويرضى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store