Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

الدخول بالملابس الرسمية !!

A A
· من أقوى وأهم القرارات التي اتخذتها الهيئة العامة للرياضة مؤخراً؛ قرار عدم السماح بدخول الملاعب الرياضية لمن يرتدون بعض الملابس الخادشة للذوق العام مثل ( ثياب النوم ) التي يبدو أنها قد تعدت - في عرف الكثيرين - حدود المنزل ، وصار من الممكن ، بل ومن الطبيعي جداً أن تراها في المسجد ، والشارع ، والمستشفى ، والملعب ، بل إن البعض ( هجّن )هذا الزي القبيح ، من خلال إضافة الشماغ والعقال فوقه .

· حماية الذوق العام ليس مناقضاً للحرية الشخصية كما قد يعتقد البعض ، والقرار الذي أرى أنه قد تأخر كثيراً لم يأتِ فقط للحفاظ على الذوق العام ،فهو لا يخلو من جوانب انضباطية وأمنية ، خصوصاً بعد أن أصبحت هذه الأسمال ( المضحكة ) رمزاً لبعض الفئات المجتمعية التي اشتهرت بالفوضوية مثل ( دشير الدرباوية ) ومن لف لفهم .

· الحفاظ على الذوق العام من أهم واجبات الحكومات ، ولأن نوعية الملابس قد تحدد السلوك العام لمرتديها وتوجه تصرفاته في أحيان كثيرة ، فليس من الغريب أن تجد بعض الأماكن العامة -حول العالم - خصوصاً التي تحتاج منها الى الهدوء والانضباطية ( مثل دور الأوبرا ؛ ومعارض الفنون التشكيلية ؛ والحفلات الدبلوماسية ) تضطر الى وضع عبارة شهيرة هي ( الدخول بالملابس الرسمية ) وهذه العبارة الصارمة - التي تضعها حتى بعض المطاعم الراقية - تعني الالتزام باللبس الإفرنجي الكامل، لا تستثني من ذلك حتى ربطة العنق ، الأمر الذي يفرض على زوار المكان الالتزام بالوقار والسكينة ومراعاة حرمة المكان والموجودين به .

· «الدخول بالملابس الرسمية «عبارة أتمنى أن نراها قريباً على أبواب كل المؤسسات الحكومية والخاصة والمرافق العامة منعاً للمشاهد الفوضوية التي لم تسلم منها حتى أقسام العناية المركزة في المستشفيات ، ورفعاً للذوق العام الذي هبطت به بعض الملابس التي تفضح أكثر مما تستر ، كالبنطلونات المبتذلة وشبه الممزقة، أو لباس البحر الذي صار من شبه الطبيعي أن تشاهده في الأسواق والحدائق بل وحتى أفنية المدارس .

· الالتزام بالملابس المحترمة ليس سلوكاً غربياً ،كما قد يظن البعض ، بل هو عودة لأخلاق آبائنا وأجدادنا العظام الذين كانوا يقولون في أمثالهم : « كُلْ اللي يعجبك والبسْ اللي يعجب الناس».

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store