Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

حظيرة المثقفين!!

A A
تحرص بعض الأنظمة السياسية حول العالم على إقامة علاقة متميزة بينها وبين المثقف. إلا أنه مهما كانت طبيعة النظام الحاكم فإنه يؤكد له بشكل صريح حينا، وبطرف خفي أحيانا، أن الأصل في هذه العلاقة هو السلطة، وأنه مهما بلغت درجة أهمية المثقف فإنه فرع على الأصل.

** **

وقد جعلت الطبيعة الهشة اجتماعيًا واقتصاديًا لشريحة المثقفين، كما يقول د. ياسر ثابت، جعلت المثقف في علاقة «حبل سُري» مع السلطة. لذا نراه كزهرة عباد الشمس، يتجه حيث تتجه. فالمثقف، مهما كان انتماؤه الفكري، هو ابن الدولة وصنيعتها. وكم ساهمت أسماء ووجوه ثقافية وصحفية كبيرة حول العالم في تلميع رؤساء ومسؤولين أوصلت بعضهم لمرتبة الزعامة السياسية.

** **

وقد أطلق وزير الثقافة المصري الأسبق فاروق حسني على هذه الظاهرة «حظيرة المثقفين»، نتيجة تحديد السلطة السياسية الشخصيات التي تنعتهم بأنهم مفكرون كبار، أو مثقفون كبار، حتى أنها باتت لا تعمل إلا من خلالهم، إما كوسطاء، أو بأدائهم أدوارًا تتعلق بإنتاج الخطاب الثقافي والسياسي السائد، وترويجه على نطاق واسع، وبإضفاء التماسك والانضباط -القبول الشكلي- على مفرداته وقيمه ومفاهيمه الأساسية.

** **

لم يكن غريبا إذن أن تحارب تلك النخب أي تحرُّك يمارس النقد الاجتماعي والثقافي الحقيقي، وأن ينكصوا عن أداء أدوارهم الداعمة لحركة التطوير المجتمعي، في حين اكتفى فريق منهم بالتراجع إلى المواقع الأكاديمية والبحثية، وسط إحساس بعدم الجدوى من إمكانية حدوث أي إصلاح في مجتمعاتهم.

#نافذة_alsowayegh

إن جميع الناس مفكرون، ولكن وظيفة المثقف في المجتمع لا يقوم بها كلُّ الناس.

إدوارد سعيد

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store