Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

بكائية قطر على لبن اليونسكو!

A A
لم أجد الوقت لقراءة كتاب د. زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو منذ 2006- 2017م « معركة اليونسكو» منذ اقتنيته، أو أن ميلنا للقراءة في انحدار متواصل، رغم هذا النهم لاقتناء الكتب، من معارضها مباشرة أو من المكتبات في كل بلد نزوره.

للأسف هذا الشره الشرائي لم يعد يقابله شره قرائي كما كان يحدث قبل هدر الوقت في لا شيء تقريباً، لا توجد قيمة مضافة من كل الأمور التي تشعر أنها عاجلة ومهمة مع أنها ليست كذلك، ربما سهولة التعاطي كقنوات التواصل الاجتماعي تحاصرك بوهم الأهمية بدلاً من فتح كتاب والاستغراق فيه.

لم أجد وقتاً لقراءة الكتاب وظل ضمن الكتب المرصودة للقراءة، والتي ضاقت بها المساحات ولم أضق بها، حتى حدثت بكائية قطر على اللبن المسكوب في اليونسكو، واستدعاء القومية والنخوة اللتين فقدهما العرب بعدم مؤازرة مرشح قطر لتولي منصب مدير عام المنظمة الدولية التي تعنى بالتربية والعلوم والثقافة، القضايا الإنسانية التي لا تجيدها قطر.

معركة اليونسكو الأخيرة أعادتني إلى أجواء القراءة الممتعة، مع مشاعر الحزن على ضياع فرصة العرب في الوصول إلى منصب المدير العام لمنظمة التربية والعلوم والثقافة « اليونسكو « المنصب الذي ظل عصياً عليهم طوال 15 سنة، الحزن ليس على خروج قطر، بل لأن قطر ضيعت الفرصة على العرب!.

يقول د. الدريس في كتابه « معركة اليونسكو»: كيف يمكن للعرب أن يفوزوا بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو؟.

يحدد سر الفوز في عنصرين: 1- اختيار المرشح المناسب. 2- اختيار التوقيت المناسب.

بالنسبة للمرشح المناسب يقول الدريس: « هذا العنصر أشد تعقيداً من العنصر الآخر في خلطة الفوز، إذ لا يكفي المرشح العربي أن يكون مناسباً فقط أو أن يكون متفقاً عليه، يجب أن يكون مناسباً ومتفقاً عليه معاً ،ثم يتمم هذه المواصفات بأن يأتي في الوقت المناسب»

الكاتب يرى - وقت صدور الكتاب قبل انكشاف قطر- أن الوقت المناسب هو العام الحالي 2017م، وأصبح غير مناسب لدخول قطر المنافسة، المرشح لم يكن مناسباً لأن قطر تعادي كل جيرانها، وخاضت المعركة وحيدة، لولا الرشاوى وشراء الذمم والضمائر، وتكفل قطر بسد العجز المالي لليونسكو « 329» مليون يورو.

سقطت قطر التي ظنت أنها تلعب في ملعبها « سان جرمان» أو على أرضها، كما فعلت في حصولها على حق استضافة كأس العالم 2022م وهي لا تملك المقومات الحضارية والبنى التحتية التي تحتاجها مناسبة كروية دولية ككأس العالم، حتى مساحتها، طقسها، ثقافتها، كلها لا تستوعب مثل هذه المناسبات الضخمة، هو ذاته سعيها للوصول إلى منصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، وهي منظمة تعنى بكل القضايا التي لا تجيدها قطر ولا تمتلكها.

قطر دعمت الإرهاب في كل مكان، الإرهاب الذي دمر الحضارة والتراث في العراق وسوريا، ومصر، التي لم تستطع مرشحتها « مشيرة خطاب» مجابهة الرشاوى والفساد القطري، لذلك حصد المرشح القطري 28 صوتاً مقابل 30 صوتاً للفرنسية أودري أزولاي.

قطر التي تتباكى على ضياع القومية العربية، كان لا بد لها أن تستوعب أن يداً واحدة لا تصفق، وأن لا خير في يُمنى بدون يُسرى، قطر يد متناهية الصغر في الجسد العربي حتى لو أن لديها يداً أخرى وصفَّقت معها فإنها لا تُسمع، على رأي « مين شايفك يلي في الظلام تغمز»، لكن أصبح غمز قطر في الظلام تحت أضواء العالم الذي كشف الماضي القطري الملوث بالفساد واليد القطرية التي كانت تمتد بالتخريب داخل أمن واستقرار جيرانها وقومها العرب الذين استدعت نخوتهم وقوميتهم ليمنحوا مرشحها صوتهم ثم تباكت على القومية العربية وعلى لبنها المسكوب في انتخابات اليونسكو!

في التنويه لكتابه « معركة اليونسكو» قال الدريس: «هذه الكتابة ليست في رثاء المرشح العربي « الراحل « غازي القصيبي، بل في رثاء المرشح العربي القادم إلى اليونسكو» الكتاب يتحدث عن غازي القصيبي في معركته المجيدة عام 1999م مرشحاً عن جامعة الدول العربية بالإجماع، وتميزت حملته الانتخابية بالنزاهة وعفة اللسان وسلامة الأساليب والأخلاقية العالية كما ورد على لسان الكاتب العراقي د.عزيز الحاج أحد شهود تلك المرحلة، هنا يكمن الفرق ،درس لمتباكي قطر!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store