Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

وظِّفُوها يا ناس واتّقُوا الله!!

A A
هناك مُواطِنة سعودية، أكرّر: مُواطِنة سعودية، يعني ليست من جزر الواق الواق، ولا مخلوقة فضائية من كوكبٍ سابحٍ في فلكٍ بعيدٍ وراء الشمس، ومع ذلك تُعاني من قضية أعتبرها أغرب قضيّة بطالة مرّت عليّ ككاتب!.

هاكم التفاصيل:

لقد رممّت المُواطِنة حياتها بعد أن خربت بالطلاق، ولديها ٤ أطفال، فلم يمنعها هذا من النضال والحصول على شهادة البكالوريوس في الخدمات الصحية وإدارة المستشفيات، وصُنِّفت من هيئة التخصّصات الصحية، وكلّ هذا بعد أن بلغت الـ٣٨ من عمرها، لتُجازَى على نضالها المُشرٍّف بأن ترفض الجهاتُ الصحية توظيفها، وحتى المصانع والأسواق التجارية رفضت توظيفها في وظائف أخرى دُنيا مثل «الكاشيرة» بحجّة كبر عمرها، وقد وصلت الآن لسِنّ ٤٣ وما زالت عاطلة منذ ٥ سنوات!.

وليس هناك تفسير لهذا سوى أنّ الجهات لا تكترث بحقوق المواطن، وتذرّعت ببعض القرارات الغريبة؛ كي تنفي عنها عِلّة عدم اكتراثها، وهذا أسوأ من عدم الاكتراث نفسه، وسط سلبية ملحوظة من الوزارات المعنية كالخدمة المدنية، والعمل، والصحة، فعمر المُواطِنة معقول، وكثيرٌ من الناس نبغ بعد الأربعين، والعالم مليء بنماذج مشرقة من هؤلاء النوابغ، وبعضهم بدأ نبوغه في الخمسين والستين، ولم يكن العمر يوماً عائقاً عن العمل، وقد اختار الله لنبيّه محمّد صلّى الله عليه وسلّم زوجته الأولى، السيّدة خديجة بنت خويلد، وهي في الـ٤٠ من عمرها، وكان الأجدر أن تُكرَّمَ هذه المُواطِنة وتتنافس الجهات على توظيفها لا أن تقفل أبواب الوظائف دونها!

وصدّقوني، يوجد في الوزارات المعنية مسؤولون على مشارف الـ٦٠ عاماً، وسيغضبون إن لم يُمدّد لهم في وظائفهم حين التقاعد، فكيف لا يغضبون لمُواطِنة تأهّلت بجدارة للوظيفة، ولم يُمكّنوها هم منها، وهي أصغر منهم بعقديْن من الزمان؟! عجبي ثمّ عجبي! ووظِّفُوها يا ناس واتّقُوا الله!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store