اختتم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤخرًا، زيارته المهمة إلى روسيا، والتي كانت هي الأولى في تاريخ العلاقات بين البلدين الصديقين، وتأتي أهمية هذه الزيارة، من حيث أتت في وقت عصيب تشهد فيه المنطقة عدة صراعات وتحولات أيديولوجية، وسعي المملكة من خلال موقعها ومكانتها في الشرق الأوسط وثقلها الإقليمي والقاري وكونها تمثل القطب الإسلامي الأقوى والمؤثر، بالإضافة لدورها وموقعها في منظمة مصدري النفط أوبك، ومن هذا المنطلق رأت المملكة أنها تقوم بواجبها الذي وعدت الجميع على الإيفاء بتعهداتها نحو أشقائها ومحيطها العربي والخليجي، وعلى الجانب الآخر؛ فإن روسيا الدولة الكبرى على المستوى العالمي، وهي قطب دولي ومحوري هام، وإن كانت ليست مثل السابق من ناحية الدور الذي تقوم به إبان القرن العشرين، إلا أن مازال لها موقعها في خارطة الدول العظمى، وهذه الزياره التي كانت حديث الساعة في العالم، وتصدرت موضوعاتها اهتمام وعناوين كبريات الصحف العالمية، وإشادة الجميع بنتائجها يثبت وبما فيه الكفاية على أهميتها وترقب ما سيسفر عنه من قرارات على المستويات الدولي والإقليمي والمحلي أولا، سواء السعودي أو الروسي؛ كونها عقدت العديد من الاتفاقيات التي تصب في الأول والأخير لمصلحة الشعبين، من خلال الاتفاقيات الهامة المبرمة، وعلى أكثر من مستوى حيوي، ولم تقتصر على شأن بعينه منها في الجانب العسكري والمعدات الثقيلة والقطارات والسكك الحديدية والإنتاج الزراعي والتعاون في مكافحة الإرهاب والعديد من الجوانب التنموية التي ستظهر نتائجها في الأيام القادمة، ومن ناحية أخرى تبرهن هذه الزيارة على بعد وقوة نظر القياده الحكيمة في هذا البلد وسياستها المنفتحة على الجميع.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
