Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أسرتي هي السبب!!

No Image

A A
عندما يشتكي الآباء والأمهات من انحراف أولادهم وبناتهم، تجدهم أول ما يلقون اللائمة، يلقونها على أصحاب السوء، وينسون أنفسهم كأسرة قد عرفها علماء الاجتماع بأنها المحضن الأول للإنسان ينشأ فيها، ويتخرج منها إلى الشارع والحي والجيرة كمحضن ثاني، ثم المدرسة كمحضن ثالث، ومنهم إلى المجتمع الأكبر كالعمل والسفر للخارج وهكذا، وعلى هذا الأساس، فإن الأسرة هي أول وسط اجتماعي يؤثر في الفرد، فإن صلحت الأسرة صلح أفرادها من زوجين وأبنائهما، وإن فسدت الأسرة فسد جميع أفرادها وأفسدوا غيرهم في البيئة الخارجية، فالوالدان قدوة للأبناء، وهم مقلدون ومقتدون إذن ما أخلص إليه أن الأسرة الصالحة ستنقل السلوكيات الحميدة لأبنائها، أما الأسرة الفاسدة سيتشرب منها الأبناء الفساد، والواقع شاهد على ذلك، والدراسات تؤكد صحة قولي، وﻷن الأسرة هي من تعطي الضوء الأخضر لأولادها وبناتها، بل تجعلهم يبررون ويعزون سلوكياتهم، إما الإيجابية وإما السلبية إلى أسرهم التي جاءوا منها.

صحيح أن الإحصائيات الاجتماعية أكدت أن من أهم أسباب الانحراف يكمن في ضعف الوازع الديني (والمسؤول عنه الأسرة) وأصحاب السوء، ويمكن الاتفاق مع ذلك، ولكن من الذي دفع الأبناء إلى اختيار تلك الصحبة، وهل كانت الأسرة بيئة جاذبة أم بيئة طاردة ﻷعضائها.

والمشاهد في الواقع القريب منه يجد أن الشخص المنحرف غالبا قد يكون والداه منحرفين أو أحدهما أو بها أخ فاسد أو أخت فاسدة، وعلى سبيل المثال تجد اﻷب المدخن أبناؤه مدخنون، وهكذا، (وحتى لا يزعل أحد لا أقصد أن المدخن شخص منحرف، وقد يكون شخصا صالحا وأخلاقه أفضل من غير المدخن، ولكنه قد ابتلي بالتدخين عافاه الله مما ابتلاه به) وفي الغالب تجد أن الشخص الصالح قد يكون والداه صالحين أو أحدهما أو بها أخ صالح أو أخت صالحة، وعلى سبيل المثال: تجد الأب المستقيم أبناؤه مستقيمون، وهكذا، وليس ذلك قاعدة، ولكل قاعدة شواذ.

إذن، أيتها الأسرة، لا تلوموا أصحاب السوء ولوموا أنفسكم أولاً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store