Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

في الصين: لا للمصحف والسجادة

ملح وسكر

A A
مرة أخرى، تمارس السلطات الصينية أقصى وأشد صور التسلط ضد المسلمين الإيغور في تركستان المحتلّة، حيث طالبتهم بتسليم كل ما لديهم من متعلقات دينية تربطهم بدينهم الحنيف.

وطبقا لصحيفة الإندبندنت البريطانية، فقد نفّذ مسؤولون صينيون جولات في الأحياء والمساجد، لإبلاغ الأهالي المسلمين بالأمر وتحذيرهم من «عقاب قاس جداً» بحق من يعثر لديه على شيء من تلك المتعلقات، كالمصاحف أو سجاجيد الصلاة.

وقال أحد المسلمين: «تلقينا إشعارا يقول إن كل فرد من مسلمي الإيغور، يجب أن يُسلّم أي مواد في منزله مرتبطة بالدين الإسلامي، بما في ذلك المصاحف وسجاجيد الصلاة، وأي شيء آخر يرمز للدين.

وتضمَّن الإشعار الإخبار بأن التسليم يُنفّذ طوعياً، مع فرض عقوبات قاسية جدّاً بحق المخالفين، دون أن يوضح طبيعتها.

وقال: إن الشرطة تنشر إعلانات بهذا الشأن عن طريق منصة التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار في الصين «ويشات».

ألهذه الدرجة تبلغ الجرأة بالسلطات الصينية على إهانة أكبر طائفة مسلمة في بلادهم؟ وما كانت بلاد المسلمين الإيغور يوما جزءا من الصين قبل أن يحتلوها.

لقد شُغل المسلمون بقضايا أخرى عن قضايا الأقليات المسلمة حول العالم، فكانت مجازر البوذيين الحاقدين بكل صورها المروعة ضد إخوتنا الروهينجا في بورما، بل ظلّ العالم (المتحضر) يستمتع بمشاهد القتل والتدمير في حق طوائف المذهب السني في الشام ثم في العراق، ولا ناصر لهم.

ما هذه الأخطار العظيمة التي يمكن أن تتوارى خلف مصحف أو سجادة؟ لماذا الإصرار على محو كل رمزية للإسلام؟ ألا يُمثّل هذا العداء الفاضح عمليات سكب متواصل للزيت الحار على النار الملتهبة؟ لكَم سمعنا عن حكماء الصين، وعن أمثال مشهورة منسوبة لهم تُرسِّخ مبادئ التسامح والتعايش؛ لأنها السبيل الواحد لمجتمعاتٍ قوية متماسكة، متعددة الثقافات والأديان والمعتقدات.

هذه العنصرية المقيتة لن تجني منها الصين إلاّ شوكاً سيغص به أولئك الذين يزينون هذا المدى البعيد من الإجرام بحق شعب مسالم تعرَّض لكل أنواع الظلم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store