عندما نتحدث عن الجمعيات، التي تؤسس شهريًا أو سنويًا في منطقة المدينة المنورة فهي متعددة، وكذلك هناك العديد من الأعمال التطوعية، التي تحاول أن تتحول بنشاطها إلى هيئة جمعية فهم كثر جدًا، وذلك من اتجاه العديد من الشباب والفتيات لهذه الأعمال التطوعية والخيرية بهدف تقديم خدمات متنوعة للمجتمع والوعي المتزايد بأهمية العمل التطوعي في بلادنا ودوره في تنمية المجتمع بشكل عام.
بدءًا من 10 أشخاص يمكن تكوين جمعية حسب شروط وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، كما حدد النظام فترة إصدار التراخيص خلال مدة لا تزيد عن (60) يومًا من تاريخ إكمال مسوغات تقديم الطلب، على أن تكون أهدافها الإسهام في التنمية الوطنية، وتنظيم العمل الأهلي وتطويره وحمايته، وتعزيز مشاركة المواطن في إدارة المجتمع وتطويره، وتفعيل ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، وأخيرًا تحقيق التكافل الاجتماعي.
قد نتفق وقد نختلف في الكثير من أعمال بعض الجمعيات وأيضًا من مسمياتها وأيضًا من دورها واختصاصها المتداخل مع بعض الجهات الحكومية حتى وإن حاولت أن تبحث عن التكامل معها إلا أن دورها يظل متواضعًا إلى حد ما، وقد يعزى هذا إلى ضعف التنسيق المسبق بين الجمعية والجهة الحكومية المختصة، مما قد يعطل دورها أو يلغيه تمامًا، وبالتالي تجد هذه الجمعية عاجزة عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها تجاه المجتمع وتحقيق أهدافها.
ولي العهد ومن موقع المسؤولية حرص على تقديم الدعم للجمعيات المعتمدة بالمملكة ومن حسابه الخاص، فقدم مبلغ (6) ملايين ريال للجمعيات الخيرية في منطقة المدينة المنوّرة، وذلك استكمالًا للدعم المقدّم للجمعيات الخيرية ضمن مشروع «دعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للجمعيات الخيرية في جميع مناطق المملكة»، ونُفّذ الدعم الخيري في منطقة المدينة المنوّرة من خلال مناقشة 4 جمعيات خيرية في المنطقة؛ لتحديد البرامج المقدّمة لشرائح متنوعة للمجتمع، وتحديد مبلغ الدعم لكل جمعية بما يتناسب مع أعداد المستفيدين، إذ بلغ العدد الإجمالي للمستفيدين في منطقة المدينة المنوّرة (4849) مستفيدًا ومستفيدة، شملت 6 فئات من: رعاية الأيتام والشباب والفتيات المقبلين على الزواج والأسر المحتاجة وذوي الاحتياجات الخاصّة والأرامل والمطلقات وكبار السن.
وسؤالي موجه لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة هل فقط معتمد لديها 4 جمعيات خيرية في منطقة المدينة المنورة؟
بقي أن أقول أن العمل الخيري أو التطوعي كله يصب في مصلحة الوطن وأرجو أن تعطى الفرصة الحقيقية للفرق التطوعية من الشباب والفتيات لإبراز جهودهم ودورهم بدل من العمل الفردي لهم فالخير باقي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم حتى أن تقوم الساعة وليس مقتصرًا على زمان أو مكان.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
