Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

في مسألة التديُّن المزيف (2 - 2)

شذرات

A A
عطفاً على ما أشير إليه في المقال السابق وما انتهى إليه عن ضرورة الحرص على التمسك بالمضمون ونبذ التمسك بالشكل ،فإن الكثير من العقلاء يعتبرون التعامل مع الآخرين هو المحك الحقيقي للتدين، ويرى بعضهم أن الكفر الصريح أقل ضرراً من الإيمان الكاذب ..ولا خير في كليهما.

يسخر الكاتب الكويتي أحمد البغدادي في إحدى مدوناته مما أسماه عجيبة العجائب مما يراه في بعض الأمة المسلمة كما أسماها ،وكيف ينتابها الشعور بأنها الأمة الوحيدة بين الأمم على حق وفي كل شيء وأن الآخرين على باطل وأن بعض هذه الأمة تعامل القاتل بالحسنى بالعقوبة المخفَّفة إذا قتل أخته أو زوجته من أجل الشرف ،وأنها الأمة الوحيدة التي لا تزال تستخدم التكفير ضد خصومها المعارضين للجماعات الدينية، الأمة التي لديها شهر صيام واحد في العام تتكرر فيه أسئلة الجنس أكثر من أسئلة العبادة وأنها تُصَدّق كل من اعتلى منبراً دون أن تتحقق مما يقال .. إلى غير ذلك من العجائب التي أوردها في مدونته والتي تستوجب منا التوقف عندها لنتأمل كيف أن البعض يتناقض في سلوكه ومعاملته وكيف تترسخ لديه القناعة (المزيفة) أنه على حق وهو يعلم في داخله بغير ذلك والعياذ بالله.

أرادت إحدى الجامعات أن تنوع في تخصصاتها بما يلبي احتياج المجتمع فاستحدثت كليات للعلوم الطبية وكلية لتقنية المعلومات وكلية للطب وللصيدلة وأخرى للأسنان، فقوبلت هذه الإحداثات باعتراض شديد وأن التركيز والتوسع ينبغي أن يكون في العلوم الشرعية والإنسانية رغم معرفتهم أن الخريجين من تلك الكليات لم يجدوا فرص عمل وقوائم الانتظار عالية ،وعندما تم تجاهل ضغطهم وتمت الإحداثات للكليات العلمية المشار إليها آنفاً تسابقوا لإيجاد فرصة لقبول أبنائهم فيها، والسؤال هو: كيف يرضى هؤلاء لأبناء الآخرين ما لايرضونه لأبنائهم ؟. ويُرى هذا الأمر على بعض ممن يُسمّون أنفسهم علماء ممن يستحثون أبناء الناس على ترك البلاد والذهاب باسم الجهاد إلى بعض البلدان ولم يستحثوا أبناءهم على ما يسمونه بالجهاد، هذا ما يمكن تسميته بالتدين المزيف، إنهم يقولون ما لا يفعلون، نعوذ بالله من شرورهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store