Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

نيوم.. آلية متميزة لنقل وتوطين التقنيات المتطورة

A A
قام سمو ولي العهد، وزيرالدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء الماضي 4/2/1439هـ بإماطة اللثام عن مشروع جبار أطلق عليه مسمى «نيوم» بهدف إحداث نقلة صناعية كبرى بالمملكة.

تطرق طرح سموالأمير إلى جوانب تطويرية ، فالصناعات المتطورة تشكل تقنيات وصناعات المستقبل بما فيها تقنيات النانوالعمود الفقري لاقتصاديات المستقبل، إذ يتوقع الخبراء أن تصل سوقها السنوية إلى خانة الترليونات من الدولارات بحلول عام 2030م، ناهيك عن إيجاد ألوف الوظائف النوعية لأبناء وبنات الوطن ومن المبدعين عالمياً، والتحول بالمجتمع السعودي إلى ثقافة الإنتاجية والابتكار .

عَرَّف مجلس الأجندة العالمي GAC التابع للمنظمة العالمية للاقتصاد WEF

، وهي منظمة مستقلة معنية بالنهوض بالصناعة العالمية، التقنيات الصاعدة: بأنها تلك التقنيات التي تنبثق عن علوم ومعارف جديدة (مبتكرة) وغير مسبوقة، وتلك التي تشكل تطبيقات إبداعية مبتكرة للتقنيات الحالية، وتلك التي ستقود إلى إحداث قدرات جديدة بشكل سريع، وتلك التي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير ومنتظم طويل الأمد على الاقتصاد والسياسة والاجتماع، وتلك التي ستشكل فرصاً لمواجهة التحديات الكبرى التي تواجه البشرية، وتلك التي لها قدرة كامنة على إنهاء أوالنهوض بصناعات جديدة. ويجمعها جميعاً تأثيرها طويل الأمد على ازدهار المجتمعات البشرية وتتولد عنها حلول لمعضلات الحياة العصرية كمثل تحقيق الأمن الغذائي والمائي والطاقة المتجددة وظهور الطب الشخصي... الخ.

البلاد ذات التجارب الناجحة في مجالات نقل وتوطين التقنية حول العالم كتركيا، وماليزيا، والهند، وسنغافورا والبرازيل والصين وإيرلندا.. الخ، ساهمت في إحداث النقلة التقنية المنشودة بتجارب محفزة ومشجعة اشتملت على أهم عوامل النجاح الاقتصادي معتمدة بعد الله على القدرات الذاتية المؤهلة ثم وعند الحاجة على القدرات العالمية الفذة، وعلى توفير الاستثمارات المحلية والعالمية، وعلى التدريب والتطوير المستمر وبتنافسية صحيّة تهب للجميع فرص المساهمات الإيجابية في صنع مستقبل البلاد، وبإشراك رجال الأعمال الناجحين من الصناعيين،وبإضفاء الموثوقية على الأبحاث الجامعية الجادة، والمراكز البحثية الوطنية وما تنتجه من براءات اختراع، والمعززة باستقطاب براءات الاختراع العالمية، وعلى الجهات القانونية العالمية، وآليات تحويل منتجات البحث العلمي وبراءات الاختراع إلى منتجات اقتصادية منافسة على مستوى السوق العالمي: كمثل الحدائق الصناعية،والحدائق التقنية،والحدائق التحويلية، والشركات المنبثقة من هذه الطرق اللازمة للتفعيل الاقتصادي للتقنيات الصاعدة.

فلو كتب لمشروع نيوم النجاح مع كل المعطيات الإيجابية المادية والمعنوية المساندة فلربما كان أعظم المشاريع التقنية في القرن الـ21، فتتحول المسألة من مجرد التغلب على بعض المصاعب الاقتصادية بسبب هبوط أسعار البترول إلى ريادة صناعية عالمية،والمملكة ذات تركيبة سكانية شابة جداً،وشبابها متحفز وفي تطلع دؤوب إلى خير ٍعميم سيسوقه الله لبلاد الحرمين الشريفين على يدي القيادة الرشيدة. وطبقاً لعدد من التقارير العالمية عن مؤشرات النجاح في مجالات التفعيل الاقتصادي للتقنيات المتطورة كمثل (مؤشر تصنيع التقنيات الصاعدة) The Emerging Technology Index

فإن المملكة تحتل درجة متقدمة بين أفضل 50 دولة في العالم مؤهلة لتصنيع التقنيات الصاعدة.

من ضمانات النجاح الاستعانة بمجلس خبراء عالمي يجلس فيه نخبة النخبة من أنجح الأكاديميين والصناعيين ورواد العالم في مجالات تصنيع التقنيات الصاعدة، بهدف ضمان اختيار زبدة الزبدة من بين المشاريع والمفاضلة بينها. يتضح جلياً لكل ذي بصيرة أن المملكة في هذه اللحظة التاريخية في موقع فريد يؤهلها لقيادة العالم في تصنيع وتجارة التقنيات الصاعدة مما سيضاعف دخلها أضعافاً كثيرة. وسيكون من مؤشرات نجاح المشروع، الشروع فيه على مبدأ التدرج في الإنجاز،أي إنجاح مشاريع مبدئية Pilot Projects ، بمعنى أن يستطيع المشروع اختيارعدد صغير من أصحاب النماذج الصناعية المبتكرة وأصحاب براءات الاختراع لإدارة مشاريعهم الصغرى وإثبات نجاحها التنافسي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store