Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سهيل بن حسن قاضي

العودة إلى طبيعة الأمور

شذرات

A A
مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة غمرته الفرحة بصدور الأمر الكريم بالسماح للمرأة بقيادة السيارة فوقف أمام ذلك الجمع ليخبرهم بصدور الموافقة قبل قليل للسماح للمرأة بقيادة السيارة ثم بدأ بالتصفيق وتبعه الحضور.

قبل ذلك سعت الدولة الى تمكين المرأة في العمل ومن الطبيعي جداً أن تكون ضمن الضوابط الشرعية، سمح للمرأة الترشح في مجالس الغرف الصناعية والتجارية ثم سمح لها بترشيح نفسها في المجالس البلدية، وتوَّج الملك عبدالله يرحمه الله هذا التوجه بتعيينها في عضوية مجلس الشورى واحتلت ثلاثين مقعداً هناك أي بنسبة 20% ،وهذا الرقم يتجاوز قليلاً المعدلات العالمية.

وزارة التعليم تفرض ضمن منهجها برنامجاً للتربية البدنية للبنات في التعليم العام، وفي منتصف الأسبوع الماضي احتضنت الرياض 2500 من الشخصيات المؤثرة وقادة الأعمال والصناديق الاستثمارية لأكثر من ستين دولة وفي ثنايا حديث سمو ولي العهد أطلق "مشروع نيوم" لنقل السعودية والعالم للمستقبل باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار عبر السنوات القادمة وتم تعيين د. كلاوس كلينفيلد رئيساً تنفيذياً لنيوم. وبهذا تكون المملكة وضعت نفسها على خريطة الاقتصاد العالمي، وبتنفيذ مشروع البحر الأحمر (الفيصلية) وداون تاون جدة الجديد ومشروع وعد الشمال ورؤى مكة ورؤى المدينة والمشاريع الأخرى في الرياض والمناطق الأخرى ستكون بلادنا مقصداً ومحط أنظار العالم.

أردت أن أقول إن ما يحدث ما هو إلا تصحيح للمسارات وإيقاف كل معوقات التطوير والتنمية وعودة الأمور إلى طبيعتها مع وعد من سمو ولي العهد بالتَمَيُّز تعويضاً عن الوقت الماضي الذي ركبته موجة الصحوة وتمكنها من بعض المفاصل مستغلين تسامح الدولة .

وأوجز سمو ولي العهد بكلمات: سندمر التطرف .. ولن نضيع 30 عاماً أخرى في حسم الصحوة، كل هذا وغيره يدرج ضمن العودة إلى طبيعة الأمور ليرفع المواطن السعودي رأسه عالياً مشاركاً في مستقبل الحضارات الإنسانية بكل فخر واعتزاز بإسلامه الوسطي المعتدل المنفتح على العالم وعلى جميع الأديان، وهذا ما أكده سمو ولي العهد: نريد أن نعيش ونتعايش مع العالم بسلام وعدم العودة إلى الخلف مرة أخرى.

وهذا هو الأمر الطبيعي، وعلى كل من ينتمي إلى الوسطية التي أمرنا الله بها أن يبدأ بنفسه ثم من حوله، فالمعلم في مدرسته والقاضي في محكمته، والأب والأم في المنزل ورجال الإعلام وأرباب الأقلام وغيرهم مدعوون للمشاركة في نجاح رؤية وتطلعات وطنهم وكسب تقدير واحترام العالم لهم وهم دون أدنى شك هم شركاء النجاح لتتبوأ هذه البلاد المكانة التي تستحقها بين الأمم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store