الشخصية القهرية

تتمتع هذه الشخصية باحترام ومحبة وإعجاب الآخرين..

لالتزامها بالانضباط والدقة والتفاني ومسؤوليتها العملية وواجباتها التي تناط بها..

فيها من سمات السلوك المرغوب والمحبوب..

والخصال المحمودة التي يوصف بها الأفاضل من البشر..

مثلا دقة التنظيم والوفاء بالتزامات وتعهدات نحو الغير..

وضمير حي يراقب التصرفات..

وفي حالتها تعتبر غير متطرفة نحو مهن معينة..

بل وتعد لازمة ومتلاصقة ومتشابكة.. كطبيب جراح يقظ.. وقائد الطائرة مثلا.. وربان السفينة التي تبحر وهو في حالة ترقب.. وكقائد في الميدان العسكري إبان المعارك..

هذه الصفات الملزمة في مهنٍ معينة إذا انتقلت من صاحبها..

وعلاقته بالآخرين فإنها تدخل مرحلة اضطراب يقهر علاقاته بدلا من تيسيرها..

وتُؤثِّر أيضا بدرجة كبيرة في دوره الحياتي وحياة أسرته والمقربين منه..

مما يلزم تعاملهم معه.. سواءً رؤسائه أو من يديرهم..

من الملامح التي توضح هذه الشخصية والتي سبق أن أسلفنا أنها محبوبة ولن تكون مرغوبة.. إذا تجاوزت المعنى الذي تقوم به وظيفتها العملية..

وتضطرب بمرافقة صاحبها من العمل إلى الحياة الخاصة.. أو مما هو مطلوب إلى ما هو غير مرغوب..

لديه دقة مفرطة والتزام شديد بالتقاليد الاجتماعية المحبوبة والمطلوبة..

ولكن زيادتها تدخل إلى درجة التحذلق المفرط وعدم الرضا من الآخرين..

هذه الشخصية نتيجة لتأكدها من كل شاردة وواردة أو هكذا تظن.. يولد عندها عناد وتصلب وشك ملازم شديد الانشغال غير المجدي بالإنتاج والنتيجة..

حتى يتم استبعاد أي متعة في العمل أو ترسيخ علاقات شخصية ممتدة..

ومن الطريف في هذه الشخصية.. أن لها نزوات وأفكارا غير مقبولة..

ولكنها تجد ما تبررها لتفرضها على الآخرين.. أو لتفرضها على نفسها مقتنعة بها..

هذه الشخصية تعيش في خيال الشك والتنظيم.. وتبني خبرتها على ممارساتها العلمية والعملية المكتسبة..

شخصية غير مؤذية لغيرها فليس لها أصدقاء ولا مؤيدين.. إلا بالقدر الذي يفرضه وجودهم حولها..

شك دائم وعمل متقن وكمالية فوق الواجب..

تعيش في داخلها وكأنها كون آخر..

فيها مروءة وقت اللزوم لدرجة الحذلقة..